دققوا، راقبوا.. من أين أتت صورة "الإنسان-الخنزير" المتداولة عبر العالم؟

صورة مقززة وغريبة ظهرت منذ منتصف تموز/يوليو ويظهر فيها رضيع نصفه إنسان ونصفه خنزير وقد راجت بكثافة عبر شبكات التواصل الاجتماعي في العديد من البلدان. من الهند إلى توغو مرورا بأوغندا ونيجيريا، بحث الكثير من مستخدمي الإنترنت بحذر عن أصل هذا الكائن، وطرحوا نظريات غرائبية أحيانا تشكك في أخلاق المجتمعات الغربية.

الصور تظهر كائنا له خَطْم وأظافر طويلة ولكن بقية تفاصيل وجهه وجسمه مثل الإنسان وهو جالس بالقرب من خنزيرة. وبدأت هذه الصور تروج منذ نهاية تموز/يوليو. وقد تم تداولها على صفحات فيس بوك الإيفوارية والأوغندية وتداولها أيضا مستخدمو الإنترنت الهنود، وهو منشور لاقى إقبالا أكبر على صفحة GlobalVillageAfrica، وهي صفحة فيس بوك موجهة للبلدان الأفريقية وناطقة بالإنكليزية وتمت مشاركتها أكثر من 40000 مرة.

حكايات مقيتة مرتبطة بصور لنزع المصداقية عن "البيض"

مواقع إنترنت في نيجيريا وفي الجمهورية الدومينكية ومواقع إنترنت أخرى تتداول أخبارا موجهة لجمهور غرب أفريقيا كلها تناقلت هذا الاكتشاف وذهبت أحيانا بعيدا لتروي تفاصيل مقيتة. ووصلت لفريق "مراقبون" رسالة واتساب تربط مثلا بين هذه الصور الظاهر فيها هذا "الرضيع-الخنزير" وبين فيديو لممارسي الجنس مع الحيوانات يظهر فيه رجال وهم يغتصبون خنزيرات..

الرسالة الواردة عبر واتساب لفريق تحرير "مراقبون" في فرانس24 تظهر فيها صورة هذا الكائن ومرفق معها فيديو مشهد جنس مع الحيوانات وتسجيل صوتي مترجم أدناه. ولقد تم تظليل أرقام المرسلين..

وهناك تسجيل صوتي بلغة "إيوي"، وهي من لغات توغو، مرفق بمجموعة من الصور ويوضح:

"إخواني التوغوليين والأفارقة.. انظروا ماذا يفعل هؤلاء البيض. انظروا لهذا الرجس الذي يقومون به. هؤلاء الرجال البيض يقولون إنهم يربون الخنازير، لكنهم ينكحون الخنزيرات. وها هي خنزيرة تلد كائنا هجينا بين الإنسان والخنزير.

الآن اسألوني ماذا سيفعلون بهذا الكائن الذي ولد.. سيقتلونه ويقطعونه إربا ليحولوه إلى نوع من اللحوم الباردة أو إلى نقانق. أعزائي، من فضلكم نحن في أفريقيا ولنفضل اللحوم المتوفرة في أفريقيا.[..]."

"هل هناك خنزيرة ولدت طفلا نصفه إنسان ونصفه خنزير؟"

اطمئنوا! كل هذه الحكايات غير صحيحة طبعا. فعند القيام ببحث معاكس (انقر هنا لمعرفة كيفية البحث المعاكس) تسنى لنا العثور على إحدى هذه الصور عبر موقع البيع الإلكتروني Etsy.com. ويتعلق الأمر في الواقع بدمية صنعتها فنانة إيطالية اسمها Laira Magnuco.

وهذه ليست أول مرة تثير فيها أعمال هذه الفنانة ظهور شائعات من هذا النوع. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2017، ظهرت إحدى منحوتاتها وكان نصفها إنسانا ونصفها ذئبا، وقد خدعت آنذاك العديد من مستخدمي الإنترنت.

وفي ماليزيا، ارتأت الشرطة أنه من الضروري نشر بيان لطمأنة مستخدمي الإنترنت.

صحيح أنه لا وجود لأي كائن نصفه إنسان ونصفه خنزير، إلا أن العلماء قد ابتكروا بالفعل في كانون الثاني/يناير 2017 جنينا نصفه إنسان ونصفه خنزير، وذلك بغية إيجاد طريقة لخلق أعضاء يمكن زرعها أو تجريب الأدوية عليها.