بسبب العقوبات.. إيران "بدون إنترنت" والبديل شبكة محلية

أعلن رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي بور، أن بلاده تتجه نحو إطلاق الشبكة الداخلية، إذا ما قامت أميركا بقطع الإنترنت مع بدء الجولة الثانية من العقوبات في نوفمبر المقبل.
 
واستبعد جلالي أن تقوم أميركا بهذه الخطوة لأنها تريد تأجيج الاضطرابات في البلاد من خلال مواقع التواصل، بينما عد مراقبون إعلان الحكومة حول نيتها بإطلاق شبكة إنترنت داخلية بأنها تأتي في إطار السيطرة على احتجاجات محتملة بسبب المزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
 
ونقلت وكالة "فارس" عن جلالي قوله إنه "مع استبعاد احتمال قيام أميركا بقطع الإنترنت بعد يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني مع بدء الجولة الثانية من العقوبات، إلا أننا جاهزون للانتقال إلى الشبكة الوطنية للمعلومات التي ستستجيب للخدمات الأساسية للشعب".
 
تهديدات مركبة
 
واعتبر جلالي أن إيران تواجه حاليا "تهديدات مركبة" متمثلة بمواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، مضيفا أنها "أدوات الحرب النفسية على إيران في المجالات الثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية".
 
وقال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، إن "تهديد وسائل التواصل الاجتماعي المعقد هو الآن على رأس أولوياتنا ونتعامل معه كتهديد للأمن القومي".
 
وحذر جلالي من أن "الولايات المتحدة تريد تحريض الشعب الإيراني على الحكومة بوسائل الإعلام، والهاتف والإنترنت"، حسب تعبيره.
 
كشف الناشطين
 
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في يناير/كانون الثاني الماضي والتي لا تزال مستمرة بشكل متقطع وتندلع بين الفينة والأخرى لأسباب اقتصادية ومعيشية مختلفة، اتجهت السلطات الإيرانية إلى محاولات السيطرة على الخوادم التي تغذي التطبيقات الأجنبية بهدف كشف الناشطين لاحتواء الاحتجاجات التي تلعب التطبيقات الاجتماعية وشبكات التواصل دورا أساسيا فيها.
 
وكانت العقوبات الأميركية الأخيرة صنفت أبو الحسن فيروز آبادي، رئيس المجلس الأعلى للأمن السيبراني، مع مسؤولين إيرانيين آخرين مثل عبد الصمد خورام أبادي، رئيس لجنة التحقيق في جرائم الإنترنت، وكذلك عبد علي عسكري، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، بسبب دورهم في انتهاكات حقوق الإنسان وفرض الحجب والرقابة على الإنترنت ومراقبة النشطاء السلميين وقمع الاحتجاجات الأخيرة.
 
تطبيقات محلية بديلة للأجنبية
 
وفي محاولة لعزل نشطاء الداخل عن العالم الخارجي ومنع إيصال صوت الاحتجاجات إلى العالم، تقوم السلطات الإيرانية أيضا باستبدال التطبيقات الأجنبية بالتطبيقات المحلية الإيرانية مثل "سروش" و"كب" الداخليتين، لكن نوابا وناشطين احتجوا على ذلك قائلين إن المواطنين لا يثقون بالتطبيقات الداخلية في ظل سيطرة أجهزة الاستخبارات والحرس الثوري عليها.
 
وكان أمين مجلس الأمن السيبراني الإيراني أبوالحسن فيروز أبادي، قد هدد الشهر الماضي بإغلاق تطبيق "انستغرام" على غرار " تلغرام" إذا لم تتعاون الشركة مع إيران من خلال تقديم المعلومات عن المستخدمين.
 
وعلى الرغم من إعلان السلطات الإيرانية حظر تطبيق "تلغرام" للتواصل الاجتماعي، مازال 79% من المستخدمين الإيرانيين يواصلون استخدامه من خلال برامج كسر الحجب، وفقًا لاستطلاع للرأي أجراه مركز استطلاعات الطلاب الإيرانيين (ISPA) للفترة ما بين 20 مايو/أيار الماضي لغاية 20 يونيو/حزيران.
 
وبحسب الاستطلاع فإن 46.7% يستخدمون التطبيقات الاجتماعية الخارجية، بينما 3.9% يستخدمون التطبيقات المحلية، و14.1% يستخدمون الاثنين معا، أي التطبيقات المحلية والأجنبية.