الغارديان: سرقة مليشيا الحوثي للمساعدات الغذائية مجرد "غيض من فيض"

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 2 يناير 2019م، إن سرقة المساعدات الغذائية في اليمن من قبل المتمردين الحوثيين ليست إلا "غيضاً من فيض"، في الوقت الذي تتزايد فيه الشكوك حول جهود الإغاثة الدولية في البلاد التي دمرتها المجاعة.

وكشفت الصحيفة أن موظفي الإغاثة كانوا على دراية، منذ عدة أشهر، بأن المتمردين الحوثيين في العاصمة صنعاء قد استولوا على المساعدات الغذائية وتحويلها وتقاسم العائدات، بما في ذلك عن طريق التلاعب بالبيانات في مسوح سوء التغذية التي تستخدمها الأمم المتحدة.

ويقر المسؤولون، الذين تواصلت معهم الصحيفة، بأن الصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق في اليمن التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، واعتماد وكالات الإغاثة على المسؤولين الحوثيين لجمع الكثير من البيانات بشأن الجوع وسوء التغذية، قد جعلهم عرضة للتزوير والاحتيال.

وقدم عمال الإغاثة الذين تحدثوا إلى الغارديان دون الكشف عن هويتهم، تفاصيل عن مخاوف مماثلة بشأن سرقة وتحويل مساعدات الإغاثة.

وعقب تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس، اعترف برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع بأن المساعدات الغذائية كانت تُسرَق من قبل مليشيا الحوثي.

واتهم برنامج الأغذية العالمي، في بيان رسمي، الحوثيين بسرقة الطعام "من أفواه الجياع". وقالت وكالة الأمم المتحدة إنها حصلت على أدلة فوتوغرافية تثبت أن المتمردين الحوثيين يستولون على الطعام وينقلون الطعام بشكل غير مشروع على متن شاحنات من مراكز مخصصة لتوزيع الطعام، وإن مسؤولين حوثيين يزيفون السجلات ويتلاعبون في اختيار المستفيدين.

وبحسب الغارديان، تساهم التقارير الأخيرة بشكل كبير في توضيح التناقضات الصارخة في بيانات المجاعة الرسمية للأمم المتحدة في اليمن مقارنة بالتقييمات التي قدمتها مجموعات المعونة الدولية الأخرى، والتي كانت تحذر من أزمة أكثر خطورة تواجه البلاد.

وكشف البرنامج عن الاحتيال الذي ترتكبه منظمة شريكة محلية واحدة على الأقل يكلفها البرنامج بالتعامل مع المساعدات الغذائية وتوزيعها. وترتبط المنظمة المحلية بوزارة التربية والتعليم التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة اليمنية.

وأشارت الغارديان أنه حتى في الوقت الذي تم فيه الإبلاغ عن سرقة المساعدات الغذائية، فإن وكالات أخرى تعمل في اليمن كانت تحذر بشكل خاص من أنها تعتقد أنه قد يحدث احتيال أوسع للمساعدات، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى فعالية وآلية الإنذار المبكر للمجاعة التابع للأمم المتحدة، كما يعرف بـ"النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي".

وقال أحد كبار مسؤولي الإغاثة لصحيفة "الغارديان" إنهم يعتقدون أنه كان من الممكن استغلال "النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي" نفسه لصالح المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وعلى حساب تجويع المدنيين في أجزاء أخرى من البلاد.

وفي معرض تعليقه على أحدث التقارير حول نهب وتحويل المساعدات الغذائية، قال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي للغارديان: "رصدنا حتى الآن سبعة مراكز لتوزيع الأغذية نعتقد أنها تشترك في اختلاس مخزوناتنا الغذائية. هذه المراكز، تقع في صنعاء، وتخضع لإشراف إحدى المنظمات الشريكة المحلية التابعة لنا وهي تابعة أساساً لحكومة الحوثي في العاصمة صنعاء.

وأضاف المتحدث: "أظهرت مقابلاتنا مع المستفيدين الذين يحق لهم الحصول على الغذاء من هذه المراكز السبعة أن ما يقرب من 60٪ من الأشخاص لم يتلقوا المساعدة التي يستحقونها".

وقال المتحدث "تشير السجلات إلى أنه خلال شهري أغسطس وسبتمبر، تم نقل حوالى 1200 طن متري من الغذاء بصورة غير مشروعة من مراكز مخصصة لتوزيع الطعام وتوزيعها أو بيعها لأشخاص لا يحق لهم استلام السلع. ويبلغ هذا حوالى 1٪ من أغذية برنامج الأغذية العالمي التي يتم توزيعها شهرياً".

وأضاف: "أظهرت تحقيقات أخرى أجراها برنامج الأغذية العالمي في محافظة صعدة أن ثلث الحصة المقررة تم توزيعها للمستفيدين المسجلين هناك (صعدة).