تحليل- تقرير مولر يضع الديمقراطيين الأمريكيين في مأزق

واشنطن (رويترز) - ظل الديمقراطيون في الولايات المتحدة يتعجلون إصدار تقرير المحقق الخاص روبرت مولر بشأن تحقيقه فيما إذا كانت حملة دونالد ترامب في انتخابات عام 2016 تواطأت مع روسيا.

والآن وقد أصبح التقرير بين أيديهم يجد الديمقراطيون أنفسهم أمام خيار.. إما مواصلة الهجوم أو تجاوز الأمر.

واستغل التقدميون داخل الحزب التقرير لتجديد دعواتهم للتحرك لكن لم يكن هناك توافق فوري في الآراء بشأن الخطوات القادمة.

وأبلغ الملياردير توم ستاير، الذي ضح ملايين الدولارات من أمواله الخاصة في حملة تدعو لعزل ترامب من منصبه، رويترز أنه يجب على المشرعين في مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون أن يباشروا بعملية مساءلة ترامب الجمهوري بهدف عزله، استنادا إلى الأدلة التي جمعها مولر.

ولم يجد مولر أدلة على تواطؤ بين أفراد في حملة ترامب ومواطنين روس رغم العديد من الاتصالات لكنه جمع كما كبيرا من الأدلة يقول إنها أظهرت أن الرئيس سعى لعرقلة تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي أو السيطرة عليه.

ولم يصل مولر إلى حد القول إن ترامب ارتكب جريمة لكنه أشار إلى أن الكونجرس يملك سلطة التعامل مع هذه القضية.

وقال خبراء استراتيجيون ديمقراطيون إن الديمقراطيين في مجلس النواب، بتشجيع من التقدميين، سيواصلون تحقيقاتهم بالكونجرس في أمر ترامب لكن المرشحين الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية، الذين يأملون في استمالة المعتدلين والمستقلين العام المقبل، سيتخذون على الأرجح نهجا أقل شراسة.

وقال روبن وينستون، وهو رئيس سابق للحزب الديمقراطي في ولاية إنديانا إن المخاوف الاقتصادية أكثر أهمية بالنسبة للناخبين من التحقيق في أمر روسيا. كما أن تغطية التحقيق بلا كلل لمدة نحو عامين أصابت الناخبين بالسأم.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الجماهير الأمريكية حسمت أمرها إلى حد بعيد بشأن التحقيق قبل صدور التقرير يوم الخميس.

وأظهر استطلاع لرويترز/إبسوس أجري الشهر الماضي بعد الكشف عن نتائج التحقيق للمرة الأولى أن نحو نصف سكان البلاد لا يزالون يعتقدون أن ترامب عمل مع روسيا للتأثير على نتيجة الانتخابات في 2016. ويقول أكثر من نصف الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يعتقدون أن ترامب حاول عرقلة مسار التحقيق.

ولمح ديمقراطيون في مجلس النواب إلى أن مساعيهم للتحقيق في أفعال ترامب ستستمر. لكن ليس واضحا ما الذي ستتمخض عنه هذه المساعي. ومن المرجح أن يحبط مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون أي محاولة لعزل ترامب.

وقلل الديمقراطيون من احتمال مساءلة ترامب بهدف عزله منذ قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ذلك سيأتي بنتائج عكسية. لكن المشرعة الديمقراطية التقدمية المعروفة ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز أثارت الاحتمال مجددا في تغريدة على تويتر يوم الخميس.

وقالت ”كثيرون يعرفون أن المناقشات بشأن المساءلة لا تسعدني. لم تكن جزءا من حملتي ونادرا ما أناقشها ما لم يكن هناك ما يدفعني. لكن التقرير يضع (المساءلة) بشكل مباشر على عتبات أبوابنا“.

لكن الذين يسعون لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020 اتخذوا نهجا أكثر حذرا يوم الخميس. ورغم أن كثيرين دعوا مولر للإدلاء بإفادته أمام الكونجرس، فلم يعلن أي منهم ذلك بصفته الشخصية.

وقال السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز وهو مرشح ديمقراطي في بيان ”من الواضح أن دونالد ترامب لم يكن يريد سوى إغلاق تحقيق مولر... في ظل أن لدينا تفاصيل أكثر من ذي قبل بعد تقرير اليوم، فإن على الكونجرس أن يواصل تحقيقه بشأن أفعال ترامب وأي محاولات خارجية للتأثير على انتخاباتنا“.