صحيفة أمريكية: أعمال الحوثيين الشنيعة سببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم

صحيفة "ذا هيل" الأمريكية
 
ديف هاردن*
 
تقوم مليشيا الحوثيين في اليمن بسرقة كميات هائلة من المساعدات الغذائية، يتم تمويل جزء كبير منها من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين. وكما أعرب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي عن غضبه مؤخراً "إن هذا السلوك يرقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجياع، في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام. هذا أمر شنيع.. يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".
 
في نهاية يونيو، بدأ برنامج الأغذية العالمي تعليقاً جزئياً لإيصال الأغذية إلى 850.000 شخص في صنعاء. نتجت هذه الخطوة عن نزاع على السيطرة على نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين (نظام البصمة البيولوجية) بين برنامج الأغذية العالمي والمتمردين الحوثيين. واكتشف برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر 2018 أن الطعام المتبرع به في مناطق الحوثيين "يتم تحويله بشكل منهجي" - حيث يتحدث الدبلوماسيون عن السرقة.
 
وزعم الحوثيون أن البرنامج أصر على السيطرة على البيانات في انتهاك للقانون اليمني. يستخدم نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين (نظام البصمة البيولوجية) - باستخدام مسح القزحية وبصمات الأصابع أو التعرف على الوجه - بالفعل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وعلى نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
 
إن سرقة الطعام من الأطفال وأشد الناس فقراً والأكثر ضعفاً أمر يستحق الشجب والاستنكار. ومع ذلك، فإن تصرفات الحوثيين هذه لها عواقب هائلة، حيث يقوم الحوثيون بمقايضة الخبز بالأسلحة والسلطة والسيطرة - ويمولون مجهودهم الحربي. كما أن تصرفات الحوثيين للتلاعب بالمعونة الغذائية يهدد بزرع بذور مظالم مستقبلية وتفشي الفساد الذي قد يؤدي إلى سلوك أكثر تطرفاً.
 
ولا تزال أعمال الحوثيين الشنيعة هذه تديم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وبالكاد نرى أي تعليق من الكونغرس.
 
هناك عدة طرق بشأن سبل المضي إلى الأمام لمساعدة المستضعفين، واستعادة سلامة النزاهة في برامج المساعدة، وخلق فرص أفضل لحل سياسي يفضي لإنهاء هذا الصراع المأساوي.
 
أولاً، ينبغي لوزير الخارجية مايك بومبو وفريقه في الرياض في وحدة الشؤون اليمنية أن يشجعوا المفاوضين على وضع استخدام نظام التسجيل البيومتري للبرنامج في الاعتبار. فقد أصبح نظام التسجيل البيومتري المدعوم من الأمم المتحدة أكثر تطوراً واستهدافاً مع الحفاظ على أعلى المعايير لحماية البيانات والخصوصية.
 
ثانياً، يتعين على الدبلوماسيين الإقليميين والمجتمع الدولي أن يضعوا حداً لإنهاء تصرفات الحوثيين هذه وينددوا بنواياهم السيئة لتحويل المساعدات الغذائية. بطبيعة الحال، لا يعترف الحوثيون بسرقة الطعام، لكنهم يزعمون أن نظام التسجيل البيومتري يتعارض مع القانون اليمني ويشكل خطراً على الأمن القومي. علاوة على ذلك، أصدر رجال الدين الحوثيون فتاوى ضد البرنامج.
 
ورداً على ذلك، يجب على الدبلوماسيين وعمال الإغاثة التعاون الوثيق مع الزعماء الدينيين والقبليين وقادة المجتمع اليمنيين للدفاع عن سلامة وفعالية أفضل للمساعدة الإنسانية. لا تتطلب عمليات مسح القزحية على وجه الخصوص أي لمس كما هو الحال مع بصمات الأصابع، ولا يوجد حمض نووي، ولا تصوير الوجه، ويمكن ارتداء عباية المرأة طوال الوقت. لقد نجح نظام التسجيل البيومتري في الاستجابة السورية بنجاح، مما أضعف سوء التغذية ووفيات الأطفال.
 
ثالثًا، يجب على الدبلوماسيين الأمريكيين الموجودين على أرض الواقع دعم برنامج الغذاء العالمي في تعليقه المساعدات في مناطق الحوثيين ومنع الآخرين في المجتمع الدولي من الاستجابة لمطالب الحوثيين بتقديم المساعدات ما لم يتم استخدام نظام التسجيل البيومتري.
 
وأي تقويض لتعليق برنامج الأغذية العالمي المساعدات لن يؤدي إلا إلى تقويض مصداقية الأمم المتحدة وإدامة الحرب.
 
في الواقع، يتعين على الإدارة الأمريكية مضاعفة استخدام أنظمة التسجيل البيومتري وتشجيع الأمم المتحدة على تقديم تقنيات جديدة للمساعدة في دفع رواتب المعلمين ومقدمي الرعاية الصحية وعمال الصرف الصحي.
 
*المدير الإداري لمجموعة جورج تاون الاستراتيجية، ومساعد المدير السابق في مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية