مبايعة الحوثيين لخامنئي كشفت تبعيتهم الكاملة لايران

اعتبر مراقبون سياسيون، أن ما حدث مؤخراً من بيعة زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي لمرشد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي هي بيعة سياسية وإعلان مباشر من قبل الحوثيين وكلاء إيران في اليمن عن السمع والطاعة وتحويل صنعاء إلى ولاية إيرانية.

وشدد المراقبون في تصريحات لوكالة خبر، أن هذه الخطوة الحوثية تعد تفريطاً واضحاً وصريحاً بالسيادة الوطنية والقرار السياسي والعسكري لصالح الحاكم الأعلى في إيران الذي يسعى إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية تحت غطاء المظلومية وحب آل بيت رسول الله ومحور الممانعة والمقاومة ضد أمريكا وإسرائيل، وغير ذلك من الشعارات والأكاذيب التي استطاعوا من خلالها اختراق المجتمعات السنية الغارقة في بحور الفوضى والانقسام والتمزق الحزبي والسياسي والعرقي والمناطقي الكبير الذي هو في الحقيقة صناعة مخابراتية الهدف منه "شرق أوسط" جديد.

ويقول المراقبون، إنه تم التسويق لهذه المشاريع الهدامة من خلال الحركات والأحزاب والتنظيمات الراديكالية المتطرفة التي صنعت أصلاً من أجل مشاريع الهدم والتجزئة والتقسيم للدول العربية والإسلامية مقابل قيام دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل.

واعتبروا أن الأخبار الأخيرة عن زيارة وفد الحوثيين إلى طهران بقيادة محمد عبد السلام فليته، ولقائهم مع قيادات رفيعة في الحرس الثوري الإيراني وعدد من المسئولين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي وتسليم وفد الحوثيين رسالة "البيعة" من زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي إلى خامنئي، تؤكد التبعية الحوثية لإيران.

وبحسب المراقبين، فإن ما دار خلال اللقاء يؤكد تبعية الحوثي الكاملة لإيران.. وفي اللقاء تسلم خامنئي رسالة "البيعة" من عبد الملك الحوثي، ناقلا عن رئيس الوفد الحوثي المتحدث باسم المليشيات الحوثية أنه تعتبر ولاية الخامنئي "امتدادا لخط نبي الإسلام وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، مضيفاً "إن مواقفكم الحيدرية والعلوية في دعم الشعب اليمني تمثل امتدادا لخط الإمام الخميني ومدعاة للبركة ورفع المعنويات".

ويضيف المراقبون إن "مثل هذه الأخبار التي تناقلتها العديد من الوسائل الإعلامية ليست غريبة ولا جديدة على المتابعين للأحداث والشؤون السياسية الإيرانية وقبل ذلك الخلفيات العقائدية والمخططات العسكرية والاستخباراتية للنظام الإيراني منذ ثورة الخميني في 1979م.

ويأتي هذا -وفق المراقبين- في حين تُترجم كل ذلك تسريبات "الخطة الخمسينية" والمشروع الإيراني في "تصدير الثورة" واحتواء المخابرات الإيرانية منذ وقت مبكر لدعاة الإسلام السياسي بكل أسمائهم ومسمياتهم الحركية إلى جانب إنشاء عدد من التنظيمات المسلحة في لبنان والعراق وسوريا واليمن".

ولفت المراقبون إلى أن الحوثيين مجرد أداة من أدوات كثيرة في المشروع الكبير للتدمير الذاتي لليمن والجزيرة وهم خنجر مسموم في خاصرة المملكة العربية السعودية ومهما عُقد معهم من اتفاقيات للسلام وإيقاف للحرب الدائرة فلن تعدو هذه الاتفاقيات عن كونها حبراً على ورق ولن يقابل الأطماع الإيرانية ذات النفس الطائفي والعرقي في المنطقة إلا جيش موحد بقيادة موحدة ذي عقيدة صحيحة وفهم صحيح للواقع ومعرفة العدو من الصديق وتوحيد الصفوف وإزالة كل أشكال الفرقة والانقسام.