أسباب الصمت الدولي المريب على جرائم وألغام الحوثيين على لسان مستشار وزير الدفاع "تصريح"

حصدت ألغام مليشيا الحوثي التي زرعتها وبكميات كبيرة منذ بداية الحرب أرواح آلاف الأبرياء.

وبالنظر إلى هذه الكميات من الألغام فإنها تصلها من إيران، كما أن المليشيات لم تطور صاروخاً ولم تصنع طائرة مسيرة وإنما تصلها من طهران عبر منافذ عربية وعبر بعض المنظمات الدولية العاملة في اليمن.

وقبل أشهر تسلمت مليشيات الحوثية سيارات حديثة من الأمم المتحدة تحت لافتة دعم "نزع الألغام" وفي اليوم التالي قاموا برفع صور الخميني وأعلام إيرانية عليها في عرض عسكري بشوارع مدينة الحديدة، ما دفع بالكثير من المراقبين لاتهام الأمم المتحدة بأنها تتقاضى الدعم والأموال من الأشقاء في السعودية والخليج باسم مساعدة اليمن وتقدمها للمليشيا الحوثية.

وذهب العديد من المراقبين لاعتبار منظمات الأمم المتحدة شريكة في قتل اليمنيين بالألغام الحوثية بدعمها الميليشيات ببرنامج نزع الألغام وسيارات رباعية الدفع.

وسبق لتقارير أممية، منها تقرير فريق المفوض السامي لحقوق الإنسان، تجاهل الانتهاكات الموثقة والممنهجة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي باليمن، مما يطعن في وجاهة التقرير، ومن ذلك استخدام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران الألغام المضادة للأفراد على نطاق واسع وزراعة الألغام البحرية واستهداف السفن التجارية.

وتشير بيانات مشروع «مسام» إلى نزع أكثر من 61398 لغماً وذخيرة زُرعت في أوقات سابقة من قِبل ميليشيات الحوثي الإرهابية.

وتحدث تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن تسبب الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، في منع المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، والوصول إلى المزارع وآبار المياه، كما ألحقت الألغام الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

وعن صمت المجتمع الدولي المريب على جرائم الحوثيين وخصوصًا مجال الألغام، قال مستشار وزير الدفاع الخبير العسكري الاستراتيجي العقيد يحيى أبو حاتم، إن "العالم لا يتعامل مع القضية اليمنية كأولوية من أولوياته -وأتحدث هنا عن العالم الأوروبي- طالما أن الحوثي لا يهدد مصالحهم فإنهم لن يحركوا ساكناً".

وأضاف أبو حاتم، في تصريح خاص لوكالة خبر، "إن بعض هذه الدول الأوروبية وجدت في الحوثي ضالتها وعلى رأسها بريطانيا وتجار السلاح في مختلف أنحاء العالم، والحوثي بات يسوق لهم ولسياستهم في المنطقة، ولذلك لن يتحرك العالم".

وتابع: "الحوثي ارتكب من الجرائم ما لا حصر لها، والأمم المتحدة لم تحرك ساكناً وبدأ الحوثي يتقوى في المرحلة الأخيرة بشكل كبير جدا سواء في الألغام والعبوات أو الطائرات المسيرة "بدون طيار" أو الصواريخ أو محاولة إنشاء منظومة الدفاع الجوي في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي".

وشدد "ما لم يكن هناك موقف واضح وقوي على الأرض من قبل الحكومة فإن المجتمع الدولي لن يتحرك ونحن نعرف أن المجتمع الدولي لا يعترف إلا بالأمر الواقع والحوثي يريد أن يفرض أمرا واقعا في المناطق التي يسيطر عليها".

وأشار العقيد أبو حاتم إلى أن "انشغال الجبهة اليمنية بالمماحكات أو قضايا جانبية أتاح المجال للحوثي أن يتقوى، بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي تراخى نوعا ما نتيجة تراخي موقف الحكومة وكل هذا أعطى خدمة مجانية لجماعة الحوثي في مختلف المجالات، وتحركها مع المجتمع الدولي، فالولايات المتحدة بدأت تتقارب مع جماعة الحوثي المفاوضات.. تلويح.. أوروبا.. كل هذا يزيد الحرج أمام الحكومة والتحالف ويبرر نوعا ما لجماعة الحوثي في المناطق التي تسيطر عليها".