العراق.. حلفاء إيران يسعون لفتح ملف خروج القوات الأمريكية

مرة أخرى تطرح قوى سياسية داخل البرلمان العراقي من بينها قوى حليفة لطهران قضية إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية، ما يعني أن مستقبل العراق السياسي سيكون في يد إيران، وخطر تنظيم داعش الإرهابي.
 
وتمكن 53 نائبا ينتمون لكتل بدر والعصائب وسائرون ودولة القانون من جمع التوقيعات اللازمة لإدراج فقرة إجلاء القوات الأجنبية على جدول أعمال مجلس النواب.
 
لكن كتل سياسية أخرى مناهضة ترى أن إخراج القوات الأمريكية في هذا التوقيت من شأنه زيادة النفوذ الإيراني في العراق، بالإضافة إلى فتح الباب أمام عودة التهديد من تنظيم داعش الإرهابي.
 
ويري الكاتب والباحث السياسي غانم العابد أن "قرار إخراج القوات الأميركية لا يتعدى كونه استعراض إعلامي، ومحاولة لإرضاء إيران التي لديها الرغبة الجامحة في تمريره لما يشكل من عبء عليها".
 
ويضيف العابد في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أن النواب المطالبين بإخراج القوات الأجنبية "ليس ليديهم سوى 53 صوتا وهو عدد غير كاف لتمرير القرار، حيث يحتاجون على الأقل إلى 180 صوتا، لذى فإن نسبة تمرير القرار صفر بالمئة".
 
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 5200 جندي في العراق، إلى جانب بعض القوات الغربية الأخرى، في إطار اتفاق مع بغداد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الذي استولى على عدة مدن عراقية خلال السنوات الماضية.
 
وتقول أغلب تصريحات النواب العراقيين إن العراق لايزال بحاجة إلى الوجود الأميركي داخل أراضيه، إذ تعاني البلاد من فلول التنظيمات الإرهابية وخلايا داعش النائمة، وفقا للعابد.
 
ويتوقع المتابعون للشأن العراقي ألا يتم التعجيل بتبني القانون المقترح، وأن يبقى الأمر خاضعا لتوافقات بين الكتل السياسية من المرجح أن تستغرق وقتا طويلا.
 
كما يرون أن إعادة فتح قضية إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية في هذه الفترة يندرج ضمن الحرب النفسية الجارية بين طهران وواشنطن، ومحاولة لتخفيف الضغط على طهران في أزمتها الحالية.
 
وخلص الكاتب والباحث السياسي غانم العابد إلى أن العراق هي الرئة التي تتنفس بها إيران اقتصاديا، خصوصا في ظل العقوبات القاسية التي فرضت عليها.. الكل يعلم أن إيران متغلغلة في كل مفاصل الدولة العراقية ولديها سلطة على الكثير من أصحاب العراق".
 
وتسعى طهران من حين لآخر إلى استغلال العراق لحل مشكلاتها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية التي بدأت واشطن تنفيذها تدريجيا ضد إيران.