نهاية ملالي إيران يكتبها الشارع اللبناني

معاداة إسرائيل كانت الخدعة التي استخدمها الملالي لتضليل الشعوب العربية، واخترعوا لذلك كذبة سموها حزب الله، انتهت بتمزيق لبنان. وما عجزت الحكومات اللبنانية عن فعله يقوم به الشارع اللبناني اليوم.
 
المشهد في الشارع اللبناني سيتكرر قريبا في الشارع الإيراني، ولكن ملالي طهران، المؤيّدين بجند لا يرونه، يصرون على الإنكار.
 
الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان محقا، لن تحتاج الولايات المتحدة لشن حرب ضد طهران إلى إسقاط نظام الملالي، وحدها القيود الاقتصادية المشددة تكفي. وكان ترامب قد تعهد بتشديد العقوبات على إيران إلى أن “تتخلى عن منطق الثورة وتتصرف بمنطق الدولة”.
 
وفي سيناريو هو الأسوأ للاقتصاد الإيراني منذ عام 1984، الذي شهد حرب استنزاف بين العراق وإيران، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنسب النمو في إيران، وتحدث عن انكماش بنسبة 9.5 بالمئة. الانتشاء الإيراني بقرار ترامب سحب قواته من شمال سوريا لم يدم طويلا، فالقوات الأميركية التي لم يكن مرغوبا بها، كانت تشكل عائقا أمام أي مغامرة تركية عسكرية.
 
وبينما اعتقد الكثير من المحللين أن وضع إيران سيكون أفضل مع انسحاب القوات الأميركية، اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران سترزح تحت المزيد من الضغوط، نتيجة اختلال التوازنات في الداخل السوري، وإكراه النظام على خوض معارك لم تكن بالحسبان خلال الفترة الحالية.
 
وتتخوف طهران من مخاطر حرب واسعة لا يمكن للاقتصاد الإيراني المنهك أن يتحملها، ورغم تحالف الأكراد مع النظام السوري إلا أن التوسع في الحرب سيفرض على طهران البحث عن موارد ودعم إضافي للنظام السوري. مؤكد أن ملالي إيران، مهما أنكروا، بدؤوا يستشعرون نهايتهم.. بعد أن انساقوا مغمضي الأعين إلى الفخ الذي نصبه لهم رئيس أميركي، ظنوا فيه الحماقة. إنها خدعة حربية أن تجرّ خصمك للتورط على أكثر من جبهة، وهذا ما حدث مع إيران.
 
التغاضي الأميركي عن أنشطة طهران التوسعية، فتح شهية الملالي، ليكونوا أوصياء الله على الأرض، فبعد أن سلمتهم واشنطن العراق على طبق من ذهب، لم يسلم من حماقتهم أحد، عادوْا جيرانهم في الخليج، بدعم متمردين في البحرين، ودعم جماعة الحوثي في اليمن، حتى السعودية لم تسلم من شرهم.
 
وتدعم طهران العديد من التنظيمات والميليشيات الإرهابية بالمنطقة، أبرزها حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، ومنظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب الحق في العراق.
 
وحسب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، برايان هوك، اضطر حزب الله إلى تقلص نفقاته، بسبب عدم قدرة إيران على الوفاء بالتزاماتها تجاه مسلحيه، نتيجة مباشرة للعقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران. ودعا الحزب إلى حملة تبرعات لسد العجز، فيما تحدثت عدة تقارير عن تقليص الحزب عدد مقاتليه في سوريا بسبب نقص التمويل.
 
خارطة المغامرة الأيديولوجية كانت أوسع وأكثر كلفة، رائحة شراء الذمم امتدت عبر أفريقيا ودول آسيوية وأوروبية، استنزفت الموارد الإيرانية وخلّفت الفقر والبطالة بين الإيرانيين.
 
أي تسوية سياسية محتملة في سوريا ستغيب عنها طهران حتما. المعطيات الجديدة المحيطة بسوريا خلقت واقعا جديدا، أصبحت فيه روسيا اللاعب الرئيس، إلى جانب الدور التركي والأميركي. ولا يخفى عن النظام السوري أن الدور الذي لعبته طهران أصبح جزءا من الماضي.
 
وفي العراق الذي يشهد حالة غليان، جاء على رأس مطالب المحتجين، حظر الأحزاب الطائفية وإلغاء الوقفين السني والشيعي.
 
معاداة إسرائيل كانت الخدعة التي استخدمها الملالي لتضليل الشعوب العربية، واخترعوا لذلك كذبة سموها حزب الله، انتهت بتمزيق لبنان. وما عجزت الحكومات اللبنانية عن فعله، يقوم به الشارع اللبناني اليوم، الذي خرج رافعا شعار “ارحل” بوجه نصرالله وحزب الله. نهاية ملالي إيران، تكتب الآن من داخل سوريا والعراق، ويكتبها اللبنانيون في الشارع اللبناني.
 
*العرب