دراجات حزب الله النارية.. تقليد إيراني يستخدم ضد الإنتفاضة اللبنانية

من الشغب للاستعراض، وإلى العمليات العسكرية، تكاد تكون دراجات حزب الله النارية لازمة تظهر في المناسبات الخاصة بالحزب أو المناهضة له كما حدث مؤخرا.
 
وأظهرت فيديوهات الاثنين مواكب لدراجات نارية ترفع أعلام حزب الله وحركة أمل المناصرة لها، وقال النشطاء إنها كانت تجوب شوارع العاصمة بيروت ومناطق أخرى في البلاد، لا سيما الجنوب.
 
وقال النشطاء إن بعض راكبي الدراجات كانون يحملون أسلحة نارية، الأمر الذي أثار بلبلة بين المتظاهرين في بيروت وبعض المناطق الجنوبية التي يعتبرها حزب الله وحركة أمل معقلا لهما.
 
وتشهد لبنان حراكا شعبيا يدخله يومه السادس على التوالي احتجاجا على الفساد وتردي الأوضاع المعيشية، فيما كان حزب الله أحد الجهات التي هاجمها المتظاهرون ضمن هتافاتهم في مختلف المدن اللبنانية.
 
ويظهر فيديو مواكب على الدراجات النارية من مؤيدي حزب الله وحركة أمل كانوا متجهين إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء بوسط بیروت، لتفريق المحتجين لكن قوات الأمن منعتهم من الوصول، بحسب ما نقل مراسل الحرة.
وأمام هذه التطورات، قالت وسائل إعلام لبنانية إن رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، اتصل بقائد الجيش العماد جوزف عون، ‏وبحث معه التطورات الأمنية. وأظهرت لقطات مصورة عناصر من الجيش اللبناني والأمن وهي تتدخل لحماية المتظاهرين من ترهيب مناصري حزب الله وحركة أمل.
وللدراجات النارية تاريخ مع حزب الله، فهذه ليست المرة الأولى التي يستخدمها أنصار الحزب في فض المظاهرات أو إحداث شغب، فهو تكنيك تبناه الحزب من الحرس الثوري الإيراني منذ أكثر من عقد سواء داخليا لمضايقة التظاهرات المناهضة أو خارجيا في العمليات العسكرية.
 
وفي مايو 2018، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت حادث شغب، بعدما قام عدد من عناصر حزب الله وحركة أمل، بتسيير مواكب على دراجات نارية في الأحياء السكنية، مطلقين شعارات استفزازية.
 
وقد قام بعض عناصر الحزب بإطلاق الرصاص الحي في عدد من المناطق (بيروت، البقاع)، كما قاموا برفع علم الحزب على قبر رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري والنصب التذكاري الخاص به، ما اضطر الجيش للتدخل لتهدئة الوضع.
ولا يقتصر استخدام الدراجات النارية على أعمال الشغب وتخويف بقية التيارات السياسية الأخرى، بل يستخدم الحزب للدعاية السياسية وتجميل صور قادته، مثل ما حدث في أبريل الماضي، عندما أطلقت عناصر تابعة للحزب في مختلف القرى والبلدات الجنوبية مسيرات بالدراجات النارية مرددين شعارات وهتافات مؤيدة للأمين العام للحزب حسن نصرالله، بحسب الوكالة الوكالة الوطنية اللبنانية.
 
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني قد استخدم الدراجات النارية لقمع المتظاهرين في طهران يوم 31 ديسمبر 2017، حيث كان سائقو هذه الدراجات مسلحين بالسكاكين.
موكب نظمه أنصار حزب الله على الشريط الحدودي اللبناني في فبراير 2019
موكب نظمه أنصار حزب الله على الشريط الحدودي اللبناني في فبراير 2019
 
وفي عام 2009 أثناء الثورة الخضراء في إيران، استخدم الحرس الثوري نفس الأسلوب لقمع المتظاهرين.
 
الحرس الثوري والدراجات النارية
 
وبجانب أنصار الحزب الذين يستخدمون الدراجات النارية لتخويف المتظاهرين، فإن جهاز الأمن الداخلي الخاص بالحزب يستخدمها أيضا في المناطق الخاضعة له، بل أفاد مركز "مئير عميت" لدراسة الإرهاب، استخدام الحزب لها في عملياته العسكرية ضد إسرائيل.
وتعتبر الدراجات النارية غير شائعة بين الجيوش النظامية، في حين أن العديد من الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الشرق الأوسط قد استخدمتها.
وتستخدم هذه الميليشيات الدراجات النارية لكونها وسيلة نقل صغيرة وخفيفة نسبيا، ويمكن المناورة بها في ميادين القتال، ونقل خلايا المقاتلين ووسائل القتال من مكان إلى آخر.
 
وخلال السنوات الأخيرة وعقب انخراط حزب الله في الحرب الأهلية السورية، نقل الحزب تكنيك الدراجات النارية إلى الجيش النظامي السوري الذي استخدمه بدوره في عام 2016 أثناء سيطرته على بلدة سلمى الاستراتيجية في ريف اللاذقية.
 
وفي نفس العام، أظهر عرض عسكري للحزب في منطقة القصير غرب سوريا، دراجات نارية مثبت عليها منصات صواريخ مضادة للدروع، وهو نفس السلاح الذي استخدم في تحرير بلدة سلمى.
أعضاء لحزب الله ضمن موكب أقيم في قرية السكسكية في محافظة الجنوب 9 أكتوبر 2016
أعضاء لحزب الله ضمن موكب أقيم في قرية السكسكية في محافظة الجنوب 9 أكتوبر 2016
 
ويعود استخدام الحزب للدراجات النارية في الأعمال العسكرية إلى عام 2006، عندما استخدمها حزب الله بكثافة خلال حرب لبنان الثانية، خاصة في قرية بنت جبيل بمحافظة النبطية جنوب لبنان.
 
وأضاف مركز مئير عميت إن نشطاء تابعين لحزب الله وحماس وجيش المهدي بالعراق، قد تلقوا تدريبات على يد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على استخدام الدراجات النارية لمهام القوات الخاصة.