رجال الدين في مرمى غضب الإيرانيين

منذ اندلاع احتجاجات عارمة قبل أربعة أيام في شتى أنحاء إيران على أثر إعلان السلطات رفع أسعار الوقود، هاجم متظاهرون حوالي تسع حوزات (معاهد دينية شيعية) ومكاتب تابعة لأئمة صلاة الجمعة، بحسب ما أفادت به تقارير.

وذكرت وكالة أنباء الحوزة أن محتجين هاجموا ليل الجمعة حوزة خوزستان الواقعة في مدينة الأحواز بجنوب غرب بالبلاد، وأضرموا النار فيها.

وبحسب التقارير فإن حوزة خوزستان أكدت أن قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري توجهت إلى الموقع ومنعت المتظاهرين من دخول المجمع.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي السبت الماضي، متظاهرين غاضبين يشعلون النار في حوزة زينبية في أصفهان، وسط البلاد.

وقال المدير العام لحوزة محافظة فارس، أن أشخاصا هاجموا عددا من المدارس الدينية في المنطقة وذكر اسم اثنتين منها.

وذكرت وكالة فارس أن محتجين هاجموا موقع صلاة الجمعة ومكتب الإمام في بلدة القدس غربي طهران. وأفادت فارس أيضا بأن متظاهرين غاضبين، هاجموا مكتب إمام الجمعة في بندر إمام، الواقعة في محافظة خوزستان الغنية بالنفط.

وانتشرت مقاطع فيديو عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مكتب إمام الجمعة في مدينة صدرا القريبة من مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس، مشتعلا.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" الحكومية، فإن مكتب إمام صلاة الجمعة في مدينة يزد وممثل المرشد الأعلى محمد رضا ناصري يزدي، تعرض للهجوم أيضا.

وردد المتظاهرون خلال الأيام الأربعة الماضية، شعارات مناهضة لرجال الدين الذي يسيطرون على البلاد، منادين بسقوطهم. وفي رده على تلك الشعارات، أشار إمام صلاة الجمعة في شيراز، وهو رجل الدين ذو رتبة متوسطة، لطف الله ديزكام، إلى مؤسس آخر سلالة ملكية إيرانية، رضا شاه بهلوي، وقال: "رغم تنمره، حتى رضا خان فشل في إجبار رجال الدين على خلع عمائمهم. في أي منصب أنتم حتى تدعون لطرد رجال الدين؟"

وخلال الاحتجاجات واسعة النطاق المناهضة للنظام في عامي 2017 و2018، هاجم المتظاهرون الغاضبون مكاتب أئمة صلاة الجمعة وممثلي المرشد الأعلى في مختلف أنحاء إيران.

ويرى كثير من المحللين أن مهاجمة المدارس الدينية الشيعية في إيران لا يشير بالضرورة إلى معارضة المحتجين للدين بحد ذاته، بل تعبير عن استياء الشعب من النظام الديني المفروض على البلاد.