فايننشال تايمز: حرق قنصليات إيران بالعراق.. رسائل تفزع طهران

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن إحراق المتظاهرون العراقيون للقنصلية الإيرانية في جنوب العراق، في حادث هو الثاني من نوعه خلال أسابيع من المظاهرات العنيفة، يظهر الغضب الشعبي العارم لإيران، ورسالتهم المعادية فاجأت قادة الشيعة في طهران.
 
وقالت الصحيفة، إن أحراق المحتجون قنصلية إيرانية في جنوب العراق، في أحدث دليل على الغضب الشعبي من تدخل طهران في الحياة العراقية، يظهر غضب العارم ضد إيران، ويعد المبنى الدبلوماسي ثاني قنصلية إيرانية تستهدف خلال أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة.
 
ولقد هاجم العديد من المتظاهرين، المحبطين من الفساد وسوء الخدمات العامة وتدني مستويات المعيشة، الأهداف الإيرانية بسبب دعم طهران للحكومة العراقية.
 
وقتل حتى الآن حوالي 400 شخص على أيدي قوات الأمن العراقية ومسلحين مجهولين منذ بدء الاحتجاجات في أكتوبر، ولم تنجح حملة القمع أو الوعود التي أبداها قادة العراق بكبح الفساد، وتغيير القوانين الانتخابية في تهدئة الاضطرابات.
 
معظم المتظاهرين ينتمون إلى الأغلبية الشيعية في العراق، ويقول محللون إن رسالتهم المعادية لإيران قد فاجأت قادة الشيعة في طهران.
 
ونقلت الصحيفة عن رندة سليم من معهد الشرق الأوسط قولها:" لقد قللت إيران من شأن هذه المجموعة، لكن طهران من غير المرجح أن تغير نهجها، والسبيل الوحيد للمضي قدماً بالنسبة لهم هو مضاعفة القمع".
 
مع وجود حدود طويلة ومشتركة، أصبحت العراق وإيران متداخلتين تجاريا وثقافيا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس صدام حسين.
 
وأصبحت القنصليات الإيرانية، التي تقدم الخدمات إلى مواطنيها من رجال الأعمال إلى الحجاج الدينيين، هدف للإحباط العام من الدور المتزايد لإيران في العراق، أُحرقت المبنى الدبلوماسي لطهران في البصرة خلال مظاهرات سبتمبر 2018 وهاجم المتظاهرون القنصلية الإيرانية في كربلاء في وقت سابق من هذا الشهر، إيران لديها أيضا موقع دبلوماسي في العاصمة الكردية أربيل.
 
وأوضحت الصحيفة أنه لم يُقتل أحد في النجف بينما تم إجلاء الدبلوماسيين الإيرانيين قبل بدء الهجوم، وفقًا للتقارير الصحفية المحلية، ولكن تصاعد العنف منذ صباح الخميس في الناصرية، مع مقتل 25 شخصًا في اشتباكات مع قوات الأمن، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
 
سعى قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى وصف الهجوم القنصلي باعتباره إهانة لأعلى زعيم ديني شيعي في العراق آية الله علي السيستاني.
 
وقال قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، أحد أكثر الميليشيات الشيعية في العراق نفوذا، "أي شخص يعتقد أنه قادر على لمس أي شيء من سماحة السيستاني هو كاذب .. نحن في الساحة وعلى استعداد، ومن يقرر مواجهتنا نرحب بهم".
 
حظي المتظاهرون عمومًا بدعم من آية الله السيستاني، واستخدم ممثلوه خطب الجمعة للتعبير عن دعمهم للمظاهرات ودعوة الحكومة إلى الاستماع إلى مطالبهم، نادراً ما يقوم السيستاني بالتدخلات السياسية، لكن كانت هناك خلافات وتنافس منذ فترة طويلة بين المؤسسات الدينية الشيعية في البلدين.