إندونيسيا: مقتل 23 شخصا على الأقل وفقدان العديد في فيضانات بجاكرتا

أودت فيضانات وانزلاقات أتربة بحياة 23 شخصا على الأقل في جاكرتا بإندونيسيا. وأغرقت الأمطار الغزيرة مساحات شاسعة من المدينة الكبيرة تحت الماء، ما جعل وكالة إدارة الكوارث تطلق تحذيرا من ارتفاع حصيلة الضحايا. وتعد هذه الفيضانات الأسوأ في جاكرتا منذ تلك التي وقعت في كانون الثاني/يناير 2013 وأودت بحياة العشرات.

أطلقت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية الخميس تحذيرا من ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة التي انهالت على منطقة جاكرتا وتسببت بفيضانات وانزلاقات أتربة أودت بحياة 23 شخصا على الأقل وأغرقت مساحات شاسعة من المدينة الكبيرة تحت الماء.

وتم إجلاء عشرات الآلاف من السكان إلى ملاجئ مؤقتة في المنطقة التي يعيش فيها قرابة 30 مليون شخص، مع دمار الكثير من المنازل، جراء أكثر الفيضانات دموية منذ سنوات، بعدما انهمرت أمطار غزيرة ليلة رأس السنة.

وأظهرت صور من كافة أرجاء المنطقة منازل وسيارات مغطاة بالمياه الموحلة، فيما لجأ بعض الأشخاص لاستخدام قوارب مطاطية صغيرة وإطارات للتنقل.

وبعد تراجع المياه من الشوارع في بكاسي، على مشارف جاكرتا، تكشفت مشاهد الشوارع الممتلئة ببقايا جرفتها المياه والسيارات المكدسة فوق بعضها البعض. وأظهرت الآثار على المباني وصول ارتفاع المياه حتى الطبقة الثانية.

واستخدمت فرق الإغاثة قوارب مطاطية لإجلاء السكان العالقين في بيوتهم، من بينهم أطفال وكبار في السن.

واستغل الأطفال في المدينة الفرصة للسباحة في المياه التي غمرت الشوارع، فيما عمد آخرون إلى الاصطياد.

وقال أغونغ روزيادي (28 عاما) "رأيت أشخاصا يصطادون السمك فلحقت بهم"، مضيفا "كان هناك الكثير من الأسماك سابقا لكنها اختفت الآن".

وقضى 21 شخصا على الأقل في منطقة جاكرتا الكبرى، وآخران في فيضانات مفاجئة في ليباك ريجنسي المجاورة في جنوب جزيرة جاوا.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية جولياري بيتر باتوبارا للصحافيين الخميس "نأمل ألا يرتفع العدد أكثر".

وفي ليباك، أكدت وكالة إدارة الكوارث المحلية مقتل شخصين، مشيرة إلى أنها تحقق بتقارير تفيد عن مقتل ثلاثة أشخاص آخرين.

وأعلنت شرطة ليباك أنها لا زالت تبحث عن ثمانية أشخاص مفقودين.

"دون سابق إنذار"

ومن بين القتلى، طفل يبلغ من العمر 8 أعوام قتل في انزلاقات أتربة ومتقاعد يبلغ من العمر 82 عاما.

ولقي الضحايا مصرعهم غرقا أو طمرا تحت الانهيارات الأرضية أو من شدّة البرد، بينما قضى فتى عمره 16 عاماً بصعقة كهربائية.

وذكرت مونارسيه من حيها الذي غمرته المياه في غرب جاكرتا حيث هربت عشرات العائلات المحلية إن "الفيضانات ضربت دون سابق إنذار"، مضيفة "تقدمت المياه بسرعة كبيرة وارتفع منسوبها سريعا. لم نتمكن من إخراج حاجياتنا، وسيارتي كذلك".

وقطعت الكهرباء الأربعاء في عدة مقاطعات في جاكرتا لتفادي المزيد من حالات الصعق بالكهرباء.

كما أغلق مطار المدينة وأوقفت بعض خطوط القطارات عن العمل.

وأدّت الأمطار الغزيرة إلى انهيارات أرضية عند مشارف المدينة.

وهي أسوأ فيضانات في جاكرتا منذ تلك التي وقعت في كانون الثاني/يناير 2013 وأودت بحياة العشرات.

وجاكرتا التي يقطنها حوالي ثلاثين مليون نسمة تشهد باستمرار فيضانات خلال فصل الأمطار الذي بدأ في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وبحسب السلطات، فقد تمّ إجلاء 31 ألف شخص بسبب الفيضانات، لكن هذا الرقم لا يشمل سكان المدن الواقعة على تخوم العاصمة.

وإلى جانب ذلك، أوقف العمل مؤقتا في مطار حليم بيرداناكوسوما الذي يستقبل طائرات تجارية وعسكرية فقط، بسبب طوفان المياه على مدرجاته، وفق وزارة النقل. وأعيد فتحه الخميس. وحولت بعض رحلاته إلى مطار جاكرتا الرئيسي سوكارنو هاتا.