اليمنيون يحتفلون باليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار

يحتفل اليمنيون باليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار الذي يوافق الـ 8 من يناير من كل عام، في الوقت الذي تراجع فيه التعليم في اليمن بشكل غير مسبوق.

حيث تعرض قطاع التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء بقوة السلاح في 2014، لانتكاسه كبيرة، دخلت من خلاله العملية التعليمية برمتها في أوضاع وصفت بأنها "كارثية"، نتيجة تواصل الجرائم الحوثية بحق هذا القطاع الحيوي.

وأغلقت المليشيات الحوثية، عدداً من مراكز محو الأمية وتعليم الكبار في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات المتبقية تحت سيطرتها كان آخرها، مركزاً لمحو الأمية وتعليم الكبار، في مديرية الصافية بأمانة العاصمة بحجة تمسكه بالمنهج الحكومي زاعمة أن المنهج أصبح منهجاً قديماً لا يتواكب مع المرحلة التي تمر بها المناطق الخاضعة لها.

كما تعرض العشرات من المراكز التعليمية في صنعاء منذ مطلع العام 2019 لعمليات النهب والمصادرة والإغلاق من قبل العصابة الحوثية التي قامت بإلغاء المنهاج الحكومية السابقة، وإلزام قيادات المراكز والمدارس بتدريس المنهج الجديد المعدل والمفخخ طائفياً والمقر من قبل الميليشيات.

وكشفت «دراسة أممية حديثة»، عن أن الحرب التي أشعلها الحوثيون، قضت على أنظمة التعليم والصحة، وجعلت تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في اليمن مستحيلاً.

وقالت الدراسة، التي صدرت تحت عنوان «تقييم أثر الحرب على التنمية في اليمن»، إن النتائج التعليمية في اليمن انخفضت بشكلٍ كبير منذ عام 2014، وتعكس نسبة التحصيل التعليمي الانحسار في التقدم التعليمي بشكل عام.

وأكدت دراسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنه إذا استمرت الحرب فسيبلغ متوسط التحصيل العلمي في اليمن ثالث أدنى مستوى في العالم.

ولفتت إلى أن اليمن كانت تحرز تقدماً في التعليم، وارتفع إجمالي الالتحاق بالمدارس الابتدائية من 73 في المائة في عام 1999 إلى 100 في المائة في عام 2013. في حين نما معدل التحاق الفتيات من 52 إلى 92 في المائة خلال الفترة ذاتها.

وقالت: «إنه في سيناريو عدم حدوث الحرب، كان يمكن لليمن أن يحقق تكافؤاً بين الجنسين في التحصيل العلمي حيث شهدت اليمن تقدماً من 174 إلى 169 من أصل 186 دولة، من خلال تدابير الوصول إلى التعليم، بما في ذلك معدلات الالتحاق والانتقال والتخرج في مختلف مستويات التعليم».

وبحسب الدراسة الأممية، يواجه قطاع التعليم في اليمن عدداً من التحديات والمعوقات الناجمة عن انقلاب ميليشيا الحوثي الطائفية على الدولة، وامتناعها عن دفع رواتب المعلمين، ما أثر بشدة على نحو 64 في المائة من إجمالي المدارس و79 في المائة من إجمالي الطلاب في البلاد.

وقالت دراسة تقييم وضع الخدمات الأساسية في اليمن الصادرة عن منظمة «يونيسف»: إن 4.7 مليون طفل في التعليم الأساسي والثانوي، أي 81 في المائة من إجمالي الطلاب، في حاجة إلى المساعدة لضمان استمرار تعليمهم.

وأشارت إلى أن نحو مليوني طفل خارج المدرسة، يمثلون أكثر من ربع الأطفال في سن المدرسة، و1.71 مليون طفل نازحون داخلياً، ومحتاجون إلى المساعدة التعليمية.

وكانت حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق، من أن الحرب المستمرة قد أعاقت البلاد 20 عاماً من حيث التنمية والوصول إلى التعليم، وأغلقت آلاف المدارس وتسببت في تقويض التعليم، ولا يستطيع ملايين الأطفال الالتحاق بالمدرسة، ويفقدون جيلاً من التعليم.

ووفقا للمنظمة فإن عدد المدارس المتأثرة من الحرب بلغ ما يقرب من 2500 مدرسة؛ حيث أصبحت غير صالحة للاستخدام نتيجة تعرضها للتدمير الكلي أو الجزئي أو تحويلها من قبل الميليشيات الحوثية إلى ثكنات عسكرية منتهكة في ذلك القانون الدولي الإنساني.