منها "الخطوط القطرية والتركية".. طائرات حلقت فوق إيران قبل وبعد الكارثة الأوكرانية

قبل حادث سقوط الطائرة الأوكرانية في إيران وبعده بوقت قليل، سيرت شركات طيران مثل الخطوط الجوية التركية والقطرية رحلاتها في الأجواء الإيرانية كالمعتاد، رغم الخطر الذي يهدد سلامة الركاب في تلك الساعات التي شهدت إطلاق الحرس الثوري صواريخ على قواعد عسكرية عراقية ما أدى إلى الكارثة التي راح ضحيتها 176 راكبا.

وكانت الوكالة الفدرالية للطيران المدني الأميركي (FAA) قد أصدرت، قبل كارثة الطائرة الأوكرانية، أوامر طارئة تحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق فوق إيران والعراق وخليج عمان. ورغم أن تحذير الوكالة الأميركية غير ملزم للشركات الأجنبية، إلا أن الأخيرة تلتزم بها غالبا، حرصا على سلامة الركاب.

وتزامن تحليق الطائرة الأوكرانية مع إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ على قواعد عسكرية عراقية ردا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد. وبعد أيام من الإنكار، اعترفت إيران رسميا بأن الحرس الثوري هو من أسقط الطائرة بصاروخ.

الطائرة الأوكرانية انطلقت من مطار الخميني الدولي بعد حوالي ساعتين ونصف الساعة على الحظر الأميركي، فأسقطها الصاروخ الإيراني ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 176 بينهم 82 إيرانيا و63 كنديا و11 أوكرانيا، و10 سويديين وسبعة أفغان وثلاثة ألمان.

قرار الحظر الأميركي على الطيران فوق إيران اتخذ بسبب وجود "خطر غير مقصود" على الطائرات الأميركية "بسبب احتمال سوء التقدير أو سوء تحديد الهوية".

في ذلك الوقت، يبدو أن عددا من الشركات بينها الخطوط التركية والقطرية ولوفتهانزا الألمانية، ووأيروفلوت الروسية، واصلت رحلاتها من وإلى طهران بعد إطلاق الصواريخ، وبعد تحذير FAA الأميركية، وحتى بعد كارثة الطائرة الأوكرانية، وفق Flightradar24، الذي يراقب حركة الملاحة الجوية حول العالم.

وأقلعت 10 طائرات من مطار الخميني من دون مشاكل ما بين منتصف الليل وحتى إسقاط الطائرة الأوكرانية فجرا الأربعاء. وبعد سقوط الطائرة الأوكرانية بوقت قليل، غادرت طائرات تابعة للخطوط التركية والقطرية مطار الخميني.

رحلات قبل وبعد كارثة الطائرة الأوكرانية
الرحلة TK 875 للخطوط التركية أقلعت في الثامن من يناير باتجاه اسطنبول في الساعة 3:45 فجرا.

الرحلة OS 872 للخطوط النمساوية أقلعت إلى فيينا في الساعة 3:45 فجرا.

الرحلة LH 601 التابعة للوفتهانزا غادرت في الساعة 4:23 فجرا إلى فرانكفورت.

الرحلة SU431 التابعة لأيروفلوت انطلقت باتجاه موسكو في الساعة 4:31 فجرا.

الرحلة QR 491 للخطوط القطرية أقلعت في الساعة 5:01 فجرا متوجهة إلى الدوحة.

الرحلة TK 873 التركية غادرت طهران في الساعة 5:07 إلى إسطنبول.

الطائرة الأوكرانية المنكوبة PF752 انطلقت من مطار الخميني في الساعة 6:12 وأسقطت بعد دقائق معدودة.
الرحلة TK879 للخطوط التركية انطلقت في الساعة 8:23 باتجاه إسطنبول.

الرحلة QR483 للخطوط القطرية أقلعت في الساعة 12:50 ظهرا باتهاه الدوحة.

الرحلة TK871 للخطوط التركية غادرت طهران باتجاه اسطنبول في الساعة 3:29 ظهرا.

الرحلة QR 499 التابعة للخطوط القطرية غادرت في الساعة 11:08 ليلا متوجهة إلى الدوحة.

ودافع خبراء في السلامة، عن شركات الطيران تلك قائلين إن الذنب يقع على عاتق إيران لوحدها. وبحسب الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالطيران فإن البلدان ملزمة بمراقبة أجوائها وإبلاغ الشركات بالتغييرات التي تشهدها ظروف السلامة.

لكن بيتر غولز، المدير السابق للمجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة، يقول إن شركات الطيران كان عليها تعليق كافة رحلاتها في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني، مشيرا إلى تلك الشركات تقع على عاتقها مسؤولية القيام بمزيد من المراقبة في مناطق النزاع وتجنبها.

وكانت مصادر استخباراتية أشارت إلى أن الطائرة الأوكرانية أصيبت بصاروخين روسيين أطلقهما الدفاع الجوي الإيراني.

وحتى صدور الاعتراف الإيراني، أنكرت إيران مرار تسببها في إسقاط الطائرة الأوكرانية، وذلك على لسان رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني علي عابد زاده، الذي قال الجمعة إنه من "المؤكد" أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران لم تصب بصاروخ.

ورغم انتشار فيديو يثبت تورط االحرس الثوري في إسقاط الطائرة الأوكرانية، إلا أن زاده رفض كل ذلك وقال: "شاهدنا بعض المقاطع المصورة، نؤكد أن الطائرة احترقت لما بين 60 و70 ثانية" قبل الانفجار. وأضاف أنه مع ذلك "لا يمكن أن تكون مسألة أنها أصيبت بجسم ما صحيحة علميا".

وفي عام 2014، أصدرت سلطات الطيران تحذيرات بشأن المجال الجوي الأوكراني، وأوصت شركات الطيران بالتحليق على ارتفاع معين بسبب النزاع بين متمردين موالين لروسيا مسلحين بصواريخ أرض جو روسية الصنع والذين سبق أن أسقطوا طائرات عسكرية تابعة للحكومة.

وفيما اختارت شركات تجنب المنطقة بأسرهها ما أدى إلى رحلات أطول، اختارت الطائرة الماليزية مواصلة المسار ذاته مع التحليق على ارتفاع حوالي 33 ألف قدم خلال توجهها من أمستردام إلى كوالالمبور. فكانت النتيجة كارثية إذ أسقطت بصاروخ بوك السوفياتي وقتل 298 شخصا كانوا على متنها.