تسجيل صوتي مسرب يفضح الخلافات بين روحاني والحرس الثوري

بدأت الخلافات بين مؤسسات السلطة في إيران تطفو على السطح، والتي ظهرت جليا في ملف التعامل مع كارثة الطائرة الأوكرانية، إذ حاولت الحكومة الإيرانية الاثنين إلقاء اللوم على الجيش والكشف أنها لم تكن تعلم حقيقة ما حصل إلا بعد عدة ساعات.
 
وبعدما شهدت طهران على الصعيد الرسمي توحيدا في جميع خطاباتها بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلا أنها بدت هشة وغير متوازنة بالتعامل مع ملف الطائرة الأوكرانية.
 
وأُسقطت الطائرة من طراز بوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بصاروخ بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران قبل فجر الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
 
وجاء إسقاط الطائرة التي كانت متوجهة إلى كييف بعد ساعات على إطلاق طهران سلسلة صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، ردا على قتل واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد.
 
ونفت السلطات الإيرانية في البداية الاتهامات الغربية التي استندت إلى معلومات استخباراتية بأن صاروخا أصاب طائرة الركاب، قبل أن تقر بالأمر السبت.
 
واتهم الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمر صحفي الحرس الثوري بتضليلهم بالمعلومات حول الطائرة التي يزعمون أنها أسقطت بالخطأ، ومؤكدا أن رئيس الحكومة حسن روحاني لم يعلم بحقيقة ما حصل سوى ظهر الجمعة وذلك بعد أقل من 24 ساعة من ضرب الطائرة.
 
ورد ناشطون إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي على هذه التصريحات مشيرين إلى أنها "وقاحة" من الحكومة أن تتنصل من المسؤولية.
 
وفي الوقت الذي وجهت إدارة روحاني الأنظار إلى الحرس الثوري، ظهر تسجيل مسرب لقائد في الحرس الثوري يشكو من إدارة الحكومة لملف الطائرة الأوكرانية وكيف أن الحرس الثوري ترك وحيدا يواجه عواقب ما حدث، وفق تقرير نشرته صحيفة تيلغراف.
 
ونقلت الصحيفة البريطانية عن موقع (Pyk Net) مجريات التسجيل المسرب الذي يحاول فيه أحد القادة في الحرس الثوري حث عدد من الضباط على الشد من أزرهم والتعامل مع ما وصفه بـ "العاصفة السياسية".
 
وعلى ما يبدو فإن بيان الحكومة الذي ألقى باللوم على الحرس الثوري لم يرق إلى مسامع القادة العسكريين، إذ أشار التسجيل المسرب إلى أنه " كان على الحكومة إلقاء اللوم على شخص واحد في الحرس الثوري وليس عليه ككل" كما أنه "كان يمكن للحكومة الانتظار شهرين أو ثلاثة قبل أن تفصح عن حقيقة ما حصل للطائرة".
 
وألمح القائد العسكري الذي لم يكشف عن اسمه أن الحرس الثوري قام باستيعاب "الثورة التي تسبب بها روحاني وقمع الناس في الشوارع، وكان الأجد بالحكومة أن تكون ممتنة وشاكرة للجيش".
 
وعلى إثر طريقة تعاطي السلطات مع القضية، تحولت وقفة لتكريم الضحايا نظمها طلاب جامعة طهران إلى تظاهرة احتجاج مساء السبت فرقتها الشرطة.
 
وخرجت تظاهرات في العاصمة الإيرانية كذلك ليل الأحد، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور" إضافة إلى شعارات مناهضة للحرس الثوري، بحسب ما أفادت وكالة "فارس" الإخبارية، في خطوة نادرة في بلد عادة ما تشير وسائل الإعلام فيه إلى المتظاهرين على أنهم "مثيرو شغب" وتتجنب نشر شعارات من هذا القبيل.