فوريس بوليسي: قناة إسطنبول.. 45 كيلومترا قد تحدد هوية الرئيس التركي القادم

من المحتمل أن يتحول الجدل الحاد الدائر في تركيا بشأن قناة إسطنبول، إلى صراع سياسي محموم قد يكلف الرئيس رجب طيب إردوغان منصبه الحالي، حسب تقرير لمجلة فوريس بوليسي.

فحلم الرئيس إردوغان، بحفر القناة يصطدم بمعارضة شرسة من رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو الذي يكرس نفسه منافسا رئيسيا له بشكل متزايد.

وكشف إردوغان عن خططه لبناء قناة اسطنبول منذ أن كان رئيسا للوزراء في عام 2011 وهي ستربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، كأحد "المشاريع الجنونية"، التي يعتزم تنفيذها الآن وهو رئيس.

وبعد تكرار الانتخابات البلدية في إسطنبول، والتي خسرها حزب أردوغان مرتين، يستعد إمام وغلو للفوز الثاني على أردوغان، هذه المرة على الساحة الوطنية.

وحسب تقرير فورين بوليسي، فإنه إذا تمكن إمام أوغلو من كسب الجدل الدائر حول مشروع القناة، فقد يوجه ضربة قاتلة لأردوغان في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية عام 2023.

إردوغان، أشرف بالفعل على بناء نفق مضيق البوسفور في اسطنبول، وعلى جسر عملاق وعلى مطار ضخم جديد وغيرها من مشاريع البنى التحتية الكبيرة الأخرى. وقد ساعده هذا في الفوز بالانتخابات في الماضي.

لكن مشروع قناة اسطنبول، التي يبلغ طولها 45 كيلومترا يبدو أكثر تعقيدا.

يقول مناصرو الحكومة التركية إن القناة الجديدة سيكون لها فوائد كثيرة من بينها إنشاء مدينة جديدة، وتقليل حركة المرور عبر مضيق البوسفور وتخفيف المخاطر الناتجة عنه.

ومن الحجج الأكثر بروزا في المعسكر الموالي للقناة هي الإيرادات التي يمكن جنيها عندما تدفع السفن مقابل المرور.

وادعى وزير النقل التركي محمد شيت تورهان أن الإيرادات الأولية من السفن التي تمر عبر القناة ستبلغ مليار دولار سنويا.

لكن من الصعب تبرير هذا الرقم ولا السبب الذي يجعل السفن تفضل القناة عندما يكون هناك ممر مجاني متاح على بعد 25 ميلا إلى الشرق، حسب فورين بوليسي.

في دراسة استقصائية أجريت على مستوى البلاد في ديسمبر 2019 بواسطة Istanbul Economy Research، وهي شركة استطلاع، لم يوافق 49 في المائة من الجمهور على القول بأن المشروع سيولد مصادر جديدة للإيرادات.

ويقول التقرير إن إردوغان ليس بمقدوره المناورة في ظل اقتصاد هش مع معدل بطالة يبلغ 14 في المائة، وزيادة الضرائب، كما يتعين عليه إقناع جمهور تركي متزايد الوعي بيئيا بضرورة تخصيص الموارد بالفعل لهذا المشروع الآن.

ويشير تقييم الأثر البيئي للقناة إلى أن أكثر من 200 ألف شجرة وحدها ستتأثر بالمشروع. خلال عملية تنفيذ المشروع التي مدتها سبع سنوات وسيتم استخدام حوالي أربعة آلاف طن من زيت نترات الأمونيوم ، وفقا لخبراء جيولوجيين.

وفي ظل وجود خصم شرس مثل إمام اوغلو سيكون من الصعب على إرودغان تمرير مشروع كهذا.

وقال إمام أوغلو مؤخرا إن القناة ستجعل المدينة بلا حماية، في حالة وجود تهديد عسكري.

وأيضا من بين مكامن القلق لدى المعسكر المناوئ للقناة فقدان الحقول الزراعية ، والنتائج السلبية المحتملة في حالة تعرض اسطنبول الى زلازل، علما بأن آلافا من سكان إسطنبول هرعوا إلى مديرية البيئة بالمدينة لتقديم طلبات لتقييم الأثر البيئي للمشروع.