انتفاضة العراق: المعتصمون يعيدون نصب الخيام في ساحات الاحتجاج

أعاد المتظاهرون العراقيون المحتشدون في ساحات الاعتصام في العاصمة بغداد ومدن في الجنوب، يوم الاثنين، نصب الخيام فيها. وكانت الخيام قد أحرقت من قبل مسلحين.

ويسعى المعتصمون إلى مواصلة احتجاجاتهم، وذلك بعد أن هدد هجوم صاروخي على مقر السفارة الأمريكية في بغداد بتصعيد الموقف.

ويعد الهجوم، الذي أسفر عن إصابة شخص واحد، تطورا خطيرا، لاسيما بعد أن استهدف عدة منشآت عسكرية تأوي عسكريين أمريكيين في الأشهر الأخيرة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، ولكن الأمريكيين طالما حمّلوا فصائل مسلحة تدعمها إيران المسؤولية عن استهداف الوجود العسكري الأمريكي في العراق.

مخاوف

وجدد الهجوم الأخير المخاوف من احتمال انجراف العراق في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، بعد مضي أسابيع على قيام الأمريكيين باغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وآخرين، في مطار بغداد الدولي.

ويخشى المحتجون المناهضون للحكومة من إمكانية أن يقوض ذلك حراكهم، الذي يعد أكبر حركة احتجاج شعبية يشهدها العراق منذ عدة عقود.

وكانت المظاهرات قد اندلعت في بغداد ومدن جنوب العراق، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجا على استشراء الفساد وتفشي البطالة وتدني الخدمات العامة.
مطالب المحتجين

ويطالب المحتجون بإجراء انتخابات فورية، بعد تشكيل حكومة انتقالية ترأسها شخصية مستقلة لا تنتمي لأي من الأحزاب السياسية التي هيمنت على الحكم منذ الغزو الأمريكي، في عام 2003، ومقاضاة الضالعين في الفساد والمسؤولين عن الاعتداءات التي تعرض لها المحتجون في الآونة الأخيرة.

وكان المتظاهرون قد صعدوا الضغوط، في الأسبوع الماضي، وذلك بإغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة والحواجز المعدنية، ولكن شرطة مكافحة الشغب ردت على ذلك بالعيارات النارية، والغاز المسيل للدموع.

وفي وقت مبكر من صباح الاثنين، اقتحمت مجموعة من المسلحين مجهولي الهوية ساحة الاعتصام في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، وأضرموا النار في الخيام التي كان ينام فيها المحتجون.

كما أطلق المسلحون النار على الناشطين الذين كانوا نائمين في الساحة، فقتلوا واحدا منهم وأصابوا 4 آخرين بجروح، حسب ما أورد مصدر طبي.

ولم تكد ساعات قليلة تمرّ حتى نصب المعتصمون خياما جديدة، بينما أتى عدد منهم بقطع من الخرسانة شيدوا منها مأوى، وذلك في إشارة منهم إلى أنهم باقون.

وأغلق المحتجون جسرين في الناصرية، بينما أعلنت السلطات الحكومية تعليق الدوام الرسمي يوم الاثنين.

أما في مدينة البصرة الجنوبية، فقد أعاد معتصموها نصب خيام جديدة، حلّت محل تلك التي أزالتها قوات الأمن يومي السبت والأحد.

كما أضرم مسلحون مجهولو الهوية النيران في خيام ساحة الاعتصامات الرئيسية في مدينة النجف، ولكن المحتجين عادوا إلى ممارسة احتجاجاتهم، صباح الاثنين، وأغلقوا الطرقات بالإطارات المشتعلة.
تصاعد حدة العنف

ويذكر أن تصاعد حدة العنف أودى، خلال أسبوع، بحياة 21 من المحتجين وأصاب المئات بجروح.

ويصل بذلك عدد قتلى الاحتجاجات، منذ اندلاعها، إلى حوالي 480 شخصاً، معظمهم من المحتجين، حسب إحصاءات مصادر طبية وأمنية.

وكان رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، قد أعرب عن دعمه للمحتجين أول الأمر (رغم سيطرته على أكبر الكتل البرلمانية التي تحتل عددا من الحقائب الوزارية).

ولكن عقب دعوته إلى مظاهرة مناوئة للولايات المتحدة في بغداد، يوم الجمعة الماضي، أيَّدها قادة من الحشد الشعبي (الذي تتمتع عدة فصائل منه بعلاقات قوية مع إيران)، أعلن انسحاب أنصاره من الاحتجاجات الشعبية؛ مما أثار مخاوف في صفوف المحتجين من أن يعطي ذلك ضوءا أخضر لقوات الأمن لسحق حراكهم.