كوريا الجنوبية: ارتفاع حالات الإصابة بكورونا إلى أكثر من ضعفين في يوم واحد

أعلنت كوريا الجنوبية أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في البلاد، قد ارتفع إلى أكثر من ضعفين في يوم واحد.

وقال مسؤولون السبت إنه تم تأكيد 229 إصابة جديدة، منذ يوم الجمعة، ما رفع العدد الإجمالي إلى 433 حالة.

وقال نائب وزير الصحة، كيم غانغ ليب، إن انتشار المرض دخل "مرحلة جديدة خطيرة".

وذكرت السلطات أن العديد من الحالات الجديدة مرتبطة بمستشفى واحد وجماعة دينية معينة، بالقرب من مدينة دايغو جنوب شرقي البلاد.

وتوفي اثنان من المرضى في كوريا الجنوبية حتى الآن، وهناك مخاوف من ارتفاع العدد.

وتم الإعلان على اعتبار مدينتا دايغو وشيونغدو القريبة، حيث يقع مستشفى داينام المذكور، كمناطق تحتاج إلى "رعاية خاصة". كما بدت شوارع مدينة دايغو مهجورة إلى حدٍ بعيد.

وأصبحت كوريا الجنوبية الآن بؤرة لأكبر عدد من حالات الإصابات المؤكدة خارج الصين، التي سجلت فيها 76288 حالة منها 2345 حالة وفاة، وكذلك بعد السفينة السياحية "دايموند برنسيس" قبالة ساحل اليابان، والتي شهدت أكثر من 600 حالة إصابة.

وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية إن تفشي فيروس كورونا في بلاده دخل ما وصفه بـ "منحى جديد خطير"

الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، أن وفدا سياحيا من كوريا الجنوبية زار الأراضي الفلسطينية، في الفترة ما بين 8 إلى 15 من فبراير/شباط الجاري، وتجول في مدن القدس، ونابلس، وأريحا، وبيت لحم والخليل، وتبيّن إصابة بعض أعضائه بفيروس كورونا لدى عودتهم إلى بلادهم.

وقرر وزير الداخلية ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إغلاق جميع المنشآت والمطاعم التي زارها الوفد السياحي الكوري.

وفي بيان له، قال اشتية إن "عددا من المنشآت التي زارها الوفد السياحي معروفة لنا وتمت مخاطبتها بإغلاق أبوابها وإجراء الفحوصات اللازمة لحماية العاملين في هذه المنشآت وزوارها".

وأضاف: "البعض الآخر غير معروف لنا، لذا نأمل من أصحابها التحلي بروح المسؤولية وإبلاغ الجهات المسؤولة والالتزام بالتعليمات، وعدم التزامهم بذلك يضعهم تحت طائلة المسؤولية القانونية".

ومن ناحيتها أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن لا حالات مسجلة حتى الآن بالفيروس في الأراضي الفلسطينية.

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الصحية في الصين عن انخفاض في معدل الوفيات والإصابات الجديدة بفيروس كورونا اليوم السبت.

وأعرب مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه إزاء عدد حالات الإصابة الجديدة، التي ليس لها صلة واضحة بالصين، أو بحالات إصابة مؤكدة سابقاً.

وقال إن مصدر القلق الأكبر الآن هو الدول ذات النظم الصحية الأضعف، خاصة في القارة الأفريقية.

وخارج الصين، تم تأكيد أكثر من 1200 حالة إصابة بالفيروس في 26 دولة، ووقعت 8 حالات وفاة على الأقل، حسب منظمة الصحة العالمية.

وفي تطور آخر، أعلنت إيران السبت عن وفاة شخص، من بين عشر إصابات جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات جراء الوباء في الجمهورية الإسلامية إلى خمسة أشخاص، وعدد المصابين إلى 28.

ماذا حدث في كوريا الجنوبية؟

أعلن مسؤولون في قطاع الصحة السبت عن 142 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ثم أعلنوا بعد ذلك بعدة ساعات تسجيل 87 إصابة إضافية.

وفي بيان لها، أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية أنه من بين 229 حالة جديدة، فإن 95 منها مرتبطة بمستشفى داينام في مدينة تشيونغدو. وأضافت أن هناك الآن 114 حالة مؤكدة في المستشفى، من بينهم 9 موظفين و 102 مريض.

وشهدت كوريا الجنوبية حتى الآن حالتي وفاة جراء الفيروس، هما لرجل يبلغ من العمر 63 عاما في مستشفى داينام الأربعاء الماضي، ومريض آخر توفي الجمعة في مدينة بوسان بعد نقله من المستشفى ذاته، حسبما أعلنت وكالة أنباء يونهاب الرسمية.

وقالت مراكز مكافحة الأمراض في كوريا إن 62 حالة إصابة، من الحالات الجديدة، مرتبطة بطائفة مسيحية في مدينة دايغو تسمى "شينشونجي".

وأبرزت السلطات أن عددا كبيرا من أتباع الطائفة حضروا جنازة وعزاء شقيق مؤسسها، في الفترة من 31 يناير/ كانون الأول إلى 2 فبراير/شباط الجاري، ما يشير إلى السبب المحتمل لتركز الإصابات بينهم.

وقالت السلطات الصحية إنها وضعت أعضاء طائفة "شينشونجي"، البالغ عددهم أكثر من 9 آلاف شخص، في الحجر الصحي الذاتي، وإن أكثر من 500 منهم يخضعون لاختبارات فيروس كورونا.

وأعلنت الطائفة، أنها أغلقت الآن فرعها في دايغو، وأن الصلوات والطقوس في المناطق الأخرى ستُعقد عبر الإنترنت، أو بشكل فردي في المنزل.

وفي مؤتمر صحفي، أعرب نائب وزير الصحة الكوري الجنوبي عن تفاؤله، بإمكانية محاصرة المرض في المنطقة المحيطة بمدينة دايغو.

وقال للصحفيين "على الرغم من أننا بدأنا نرى بعض الحالات الأخرى على مستوى البلاد، إلا أن حالات الإصابة لا تزال متفرقة خارج منطقة الإدارة الخاصة في دايغو ومقاطعة شمال جيونغسانغ".

قلق إزاء أفريقيا

في كلمة خاصة موجهة إلى الاتحاد الأفريقي السبت، قال مدير منظمة الصحة العالمية إن المنظمة تعمل مع الحكومات الأفريقية، لتدريب الآلاف من العاملين في القطاع الصحي، وتوفير المعدات اللازمة للكشف عن المصابين وعلاجهم.

وقال الدكتور غيبريسوس "لا يزال قلقنا الأكبر يتمثل في احتمال انتشار فيروس كوفيد - 19 في الدول، التي تعاني من ضعف النظم الصحية. نحن نعمل بجد لإعداد الدول في أفريقيا لاحتمال وصول الفيروس".

وأضاف إن بعض الدول الأفريقية، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، تستخدم خبرتها المكتسبة من اختبار فيروس الإيبولا، في اختبار فيروس كورونا الجديد.

ومضى قائلاً "هذا مثال رائع، على كيفية عودة الاستثمار في النظم الصحية بالفائده على الأمن الصحي".

ومن المقرر أن يصل فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، السبت، إلى مدينة ووهان الصينية معقل الفيروس، لإجراء مزيد من الدراسات على المرض وسبل مكافحته.