اكتشاف أكبر انفجار كوني منذ الانفجار الكبير

اكتشف علماء أدلة على حدوث انفجار هائل في الفضاء يفوق خمس مرات الانفجارات التي رصدت من قبل.

ويُعتقد أن الطاقة الضخمة المرصودة قد انبثقت من ثقب أسود هائل على بعد حوالي 390 مليون سنة ضوئية من الأرض.

ويقال إن الانفجار قد ترك أثرا عملاقا في مجموعة مجرة أوفيوشوس.

وقد نشر الباحثون نتائج اكتشافهم هذا في مجلة الفيزياء الفلكية.

وقالت العالمة المشاركة في نشر نتائج هذا الاكتشاف، ميلاني جونستون هوليت، لبي بي سي "حاولت شرح هذا الانفجار بطريقة سهلة يفهمها الناس لكن ذلك بالفعل أمر صعب للغاية".

وأضافت "أفضل ما يمكنني فعله هو أن أخبركم أنه إذا استمر هذا الانفجار على مدى 240 مليون عام، وهو الأمر الذي لم يحدث، سيكون الأمر أشبه بتفجير 20 مليار مليار ميغا طن من مادة TNT في كل واحد من الألف من الثانية لمدة 240 مليون سنة بأكملها. لذلك هذا شيء كبير وضخم بشكل غير مفهوم".

لطالما اعتقد العلماء أن هناك شيئا غريبا حول مجموعة مجرة أوفيوشوس، وهي تجمع ضخم يضم الآلاف من المجرات الفردية تتداخل مع غاز ساخن يعرف بـ "البلازما" ومادة قاتمة.

وتشير تكهنات إلى أن ما حصل قد يكون أن جدار التجويف الذي نُحت في البلازما حدث بواسطة انبعاثات من ثقب أسود ضخم في إحدى المجرات الأساسية.

وتشتهر الثقوب السوداء بتأثيرها المشوِّه على المواد، كالغازات أو حتى النجوم التي تقترب منها بشدة. لكن الثقوب بإمكانها أيضا طرد كميات هائلة من المواد والطاقة في شكل موجات فضائية تنتشر في البيئة القريبة منها.

وقد شكك العلماء في البداية في التفسير المتعلق بالثقب الأسود، لأن التجويف كان كبيرا جدا. وهذا يعني أن انبعاثات الثقب الأسود يجب أن تكون كبيرة بشكل لا يمكن تصوره.

ولكن يبدو أن بيانات التلسكوب المنخفض التردد الجديدة الصادرة عن مركز مارشيسن وايدفيلك آراي في أستراليا وتليسكوب راديو ميتروايف العملاق في الهند تؤكد هذه النظرية.

تقول الدكتورة جونستون هوليت التي تدير مركز مارشيسن "رُصدت هذ المادة بالفعل بواسطة تلسكوب تشاندرا إكس راي من قبل فريق سابق، وقد رأوا فقاعة في بلازما الأشعة السينية الساخنة في وسط مجموعة هذه المجرة، وقالوا: هذا لا يمكن أن يكون واحدا من هذه المخرجات النشطة لأنه سيكون هائلا جدا، وسيكون من غير الوارد تصور حجمه، لذا فقد رفضوا هذا الاحتمال".

وتضيف "لكننا عدنا واكتشفنا باستخدام تلسكوبات لاسلكية منخفضة التردد، أن هذا التجويف مليء بالبلازما الفضائية".

وتقول سيمونا جياسينتوتشي، من مختبر أبحاث البحرية في العاصمة الأمريكية واشنطن، والكاتبة الرئيسية لهذه الدراسة "يشبه هذا الانفجار إلى حد ما انفجار بركان جبل سانت هيلين في واشنطن عام 1980 الذي دمر قمة الجبل".

وتقول البروفيسورة جونستون هوليت "لإعطاء ما حدث بعد آخر، يبلغ عرض التجويف حوالي مليون ونصف سنة ضوئية. لذا فإن الضوء سيحتاج مليون ونصف المليون سنة ليجتاز الثقب الذي حدث في الفضاء المحيط به في بلازما الأشعة السينية الساخنة.

وتضيف "إننا نتحدث هنا عن كمية هائلة للغاية من الطاقة".