فيما أدانت قصف أهداف عسكرية.. الأمم المتحدة تتجاهل قصف الحوثي للقرى الآهلة في الساحل الغربي

الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في الأزمة اليمنية وضع أكثر من علامة تعجب واستفهام؟! ويثبت يوماً بعد آخر انحيازها الواضح لمليشيات الحوثي، والعمل بطريقة غير حيادية كما يفترض أن تكون. يتضح ذلك من مسارعة مبعوثها لليمن مارتن غريفيث بإجراء زيارات مكوكية لإنقاذ مليشيا الحوثي كلما وقعت في ورطة، وهي تحركات تسير عكس تيار مصلحة وإرادة اليمنيين، الذين يتوقون للخلاص من هذه المليشيات.

وفيما تتغاضى الأمم المتحدة عن جرائم مليشيا الحوثي التي لم تترك وسيلة للتنكيل بالمدنيين إلا استخدمتها دون وازع أو خوف من عقاب، من زراعة الألغام وقصف المنازل الآهلة والاختطاف والإخفاء القسري للمدنيين وتعذيبهم حتى الموت في كثير من الأحيان وتهجير المواطنين من منازلهم والتمترس بها... ذهبت إلى إصدار بيان بتاريخ 8 مارس/ آذار 2020، أبدت فيه "قلقها من خرق اتفاق ستكهولم وقصف منطقة الصليف" (!!)

البيان المشبوه أورد عن الفريق أبهيجيت غوها، رئيس بعثة الأمم المتحدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة، قوله "إن هذه الضربات الجوية تعرقل عملية السلام وتهدد تنفيذ اتفاق الحديدة".

وتناسى "غوها" في بيانه القصف اليومي والمستمر من قبل مليشيا الحوثي على القرى والمدن الآهلة بالسكان، والذي يتسبب كل يوم بسقوط ضحايا أغلبهم من النساء والأطفال.

كما لم يتطرق الفريق ابهجيت ولو تلميحاً لما تعرض له هو وفريقه من حصار ومنع من التحرك من قبل المليشيا الحوثية وأنه يقيم على متن سفينة بعرض البحر لعدم توفير المليشيا أي منطقة آمنة له.

وبرغم إعلان التحالف العربي بقيادة السعودية، السبت، بدء تنفيذ عملية نوعية بالصليف في محافظة الحديدة غربي البلاد ضد أهداف عسكرية للميليشيات الحوثية.

وتأكيد التحالف، في بيان له، تدمير مواقع لتجميع وتفخيخ وإطلاق الزوارق المفخخة والمسيرة في المنطقة، كاشفاً أن الأهداف المدمرة شكلت تهديداً للملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

تجاهلت الامم المتحدة تصريحات وتوضيح التحالف العربي بانه قصف اهداف عسكرية، وخرجت ببيانها الهزيل المنشور في الثامن من مارس الجاري.

وكعادتها الأمم المتحدة ومبعوثها غريفيث لم نسمع لهم أي حديث أو موقف صارم تجاه ملايين الألغام التي زرعتها ولا تزال تزرعها عناصر الحوثي في كل مناطق الساحل التي ما زالت تحت سيطرتها.

ومنذ تعيين غريفيث مبعوثاً أممياً إلى اليمن، قبل عامين، وبالنظر إلى طبيعة تحركاته وتنقلاته بين الرياض وصنعاء ومسقط وعمان، فإنه لا يجيد سوى السفر حاملاً شنطته الفارغة من أي شيء عدا أجندته المشبوهة التي يسعى لتمريرها مع أطراف لها مصالح في تمديد معاناة اليمنيين.

من جنيف إلى الكويت إلى ستكهولم ومحطات غيرها فشل غريفيث فيها أو أنه تعمد تمييع الحلول للأزمة من أجل إطالة أمدها لضمان بقائه مبعوثاً وحصوله على المنافع الشخصية.

ويعمل غريفيث بخطة ترتكز أساساً على التهرب من الحلول الرئيسية للأزمة، والتركيز على ملفات ثانوية وغير ذات أهمية، وكلها لا تخرج عن إطار التصريحات والإحاطات الدورية المقدمة لاجتماعات مجلس الأمن والتي غالباً ما يعبر فيها عن قلقه أو تفاؤله دون أن يقدم ذلك أو يؤخر في الأزمة اليمنية في شيء.