جماعة «الإخوان» وتوظيف «كورونا»

في زمن «كورونا» لوحظ السقوط الأخلاقي والإنساني لجماعة «الإخوان» الإرهابية، التي تمارس التضليل كعادتها وديدنها عن طريق نشر الأكاذيب والشائعات حول فيروس «كورونا المستجد»، لتضليل الناس وبث الرعب، وإشاعة الإحباط واليأس، عبر الجيوش الإلكترونية، بل ومن خلال رسائل ينشرها بعض أنصارهم وصلت لدرجة الخروج في فيديوهات للدعوة إلى نشر الفيروس بين الأصحاء، وهذا ما أكده وزير الأوقاف المصري محمد مختار في أحد تصريحاته الذي قال فيه إن «جماعة (الإخوان) اختل توازنها العقلي، وفاق إجرامها كل التصورات الإنسانية، وصارت خطراً يهدد العالم بأسره، وندعو العالم كله للتعرف على حقيقتها الضالة، فبعض عناصرها المجرمة تدعو لنشر فيروس (كورونا) بين الأبرياء».
 
توظيف جماعة «الإخوان» لأزمة جائحة «كورونا»، ومحاولة التشكيك في الجهود المبذولة، قال عنها عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب المصري فايز أبو خضرة إن «جماعة (الإخوان) الإرهابية تتلاعب بصحة المصريين»، وخاصة بعد محاولات مؤيدي هذه الجماعة الإرهابية كسر الحجر الصحي والإجراءات الاحترازية، ومنها التباعد الاجتماعي بالخروج في الشوارع بمظاهرات «تكبير» ضد فيروس «كورونا المستجد» كما حدث في الإسكندرية.
 
دأبت جماعة «الإخوان» على التشكيك في أي جهد يبذل لمكافحة جائحة «كورونا» في البلدان العربية عامة ومصر خاصة، رغم أن منظمة الصحة العالمية أثنت على الجهود الاحترازية في المملكة العربية السعودية، وخاصة قرار الملك سلمان بن عبد العزيز بعلاج الجميع، سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين بدون استثناء، حتى أولئك المخالفين لشروط الإقامة من المقيمين، كما أثنت منظمة الصحة العالمية على الجهود المصرية وبأنها الأقرب للسيناريو الصيني في السيطرة على فيروس «كوفيد 19» حسبما أكد إيفان هيوتين مدير مكتب الأمراض السارية بمكتب منظمة الصحة العالمية.
 
هذا التلاعب ونشر حالة الذعر والرعب والمجاهرة بالفعل، يؤكد أن الجماعة تقوم بتربية أعضائها على مشروع الوطن البديل، والعداء للوطن الأم، متى تضررت مصلحة الجماعة وخسرت فيه نفوذها.
 
السلوك الإجرامي واللاأخلاقي واللاإنساني عند جماعة «الإخوان» لا يقف عند حدود أو خطوط حمراء، بل إنه يسمح باستخدام أي شيء لتنفيذ مأربهم ومطمعهم إلى الحكم. ولعل تسجيل الفيديو الذي ظهر فيه أحد عناصر الجماعة الإخواني يدعو فيه كل مصاب بأعراض الإنفلونزا، إلى أن يقوم بمصافحة أي فرد من أفراد الجيش أو الشرطة أو القضاء والإعلام، لنشر الذعر بين أفراد تلك المؤسسات، حيث طالب صاحب الفيديو ممن يعلم أنه مصاب بفيروس «كورونا» بالفعل، بأن ينتقم من النظام، مما يؤكد صحة ما نسب للجماعة الضالة من انحطاط أخلاقي وإنساني لا يمت للإسلام بأي صلة، بل ويتنافى مع أخلاقه التي ترجمها الرسول الكريم بكيفية التعامل مع الوباء، حيث قدم الرسول الكريم أفضل نصائح الترشيد الوقائي والحجر الصحي قبل أن يعرفه العالم بمئات السنين، حيث قال: «إذا سمعتم بهذا الوباء في أرض، فلا تقدموا عليها، وإن وقع وأنتم بالبلد فلا تخرجوا فراراً منه».
 
وفي خضم جائحة «كورونا» وفي ليبيا المنكوبة بعناصر التنظيم، ظهرت أصوات إخوانية، وللأسف بينها بعض المحسوبين على الأطباء، تتمنى إصابة مدن تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي بالوباء وانتشاره بينهم. دعوات شيطانية من «الإخوان» لنشر الفيروس بين من تصنفهم الجماعة الضالة بأنهم أعداء لها.
 
ولكن كما قيل الشيء من مأتاه لا يستغرب فكذلك توظيف جماعة «الإخوان» لجائحة «كورونا» عبر نشر الأكاذيب ومطالبة عناصرها المصابين بنشر الوباء بين الناس، أمر لا يستغرب من تنظيم وجماعة دأبت على الفجور في الخصومة في كل المحن والكوارث عبر التاريخ.
 
*الشرق الأوسط