نائب إيراني: إسقاط الطائرة الأوكرانية كان عملاً صائباً

وصف رجل الدين الإيراني عضو اللجنة القضائية في البرلمان، حسن نوروزي، في مقابلة مع صحيفة "همدلي" الناطقة بالفارسية، "تصرف القوات العسكرية الإيرانية" في إسقاط الطائرة الأوكرانية بـ "العمل الصائب"، وخلافا لمزاعم وزير الخارجية الإيرانية، أكد النائب عدم اعتقال أي عسكري إيرني بتهمة إسقاط الطائرة.

وكان الحرس الثوري الإيراني أسقط طائرة الركاب الإيرانية المتجهة من طهران إلى كندا عبر كييف في 8 يناير/كانون الثاني 2020 بصاروخين ولقي جميع ركابها بالإضافة لطاقم الطائرة، والبالغ عددهم 176 شخصا، مصرعهم.

وأضاف نوروزي، الذي ينتمي للتيار الأصولي المتشددة الموالي للمرشد الأعلى الإيراني: "لم يتم اعتقال أي عنصر عسكري على خلفية إسقاط الطائرة الأوكرانية لأن قوى أجنبية كانت تتحكم بالطائرة، ومن المحتمل أن تكون أميركية وإسرائيلية. جنودنا تصرفوا بشكل صائب".

شكوك حول مزاعم ظريف
يذكر أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سبق وأن أعلن عن اعتقال العسكري الإيراني الذي أسقط الطائرة الأوكرانية، مؤكدا أنه يقبع في السجن حاليا، كما قال المتحدث بإسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي: "قمنا بتحقيقات واسعة في هذا المجال وتم اعتقال بعض الأشخاص".

وزعم النائب، دون أن يقدم أي قرائن أو أدلة، أن "الطائرة كانت قبل أسبوع من إسقاطها في إسرائيل وتم إحداث تغييرات فيها"، إلا أن نوروزي لم يحدد نوع هذه التغييرات ولا مصدر هذه المعلومات.

وأضاف: "كان من المقرر أن تتجه الطائرة إلى الغرب ولكن غيرت مسارها نحو الشمال وكانت تحلق على مستوى 8 آلاف قدم بدلا من 32 ألف قدم لأنها كانت تخضع لتحكم أجنبي".

وتابع: "العسكريون الإيرانيون قاموا بواجبهم لذا لم يتم محاسبة أو اعتقال أي شخص".

ولو صحت تصريحات هذا النائب فإنها تؤكد أن طائرة الركاب الأوكرانية تم إسقاطها مع سبق الإصرار والترصد، في حين كان بإمكان السلطات الإيرانية أن تحتجز الطائرة لو كانت تشك بأنها تشكل خطرا على أمنها لا أن تستهدفها في الجو وأغلب ركابها من الإيرانيين.

يُذكر أنه من بين قتلى الطائرة الأوكرانية، 146مواطنا إيرانيا و61 مواطنا كنديا من مزدوجي الجنسية، و11 مواطنا أوكرانيا، فضلا عن ركاب من أفغانستان والسويد وبريطانيا.

وشهدت مختلف المدن الإيرانية مظاهرات واسعة في يناير الماضي احتجاجا على إسقاط الطائرة ومقتل ركابها.

إيران لا تزال ترفض تسليم الصندوق الأسود
منذ إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير الماضي ترفض طهران تسليم الصندوق الأسود المتعلق بالطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني، بعدما كانت متجهة من طهران إلى تورنتو في كندا عبر العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال وزير الخارجية الإيراني في 15 فبراير/شباط الماضي إن "إيران لا تستطيع فك شفرات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، إلا أنها لن تسلم الصندوق الأسود إلى أي دولة أخرى".

وفي معرض دفاعه عن القرار الإيراني بعدم تسليم الصندوق الأسود، أكد ظريف في لقائه مع "إن بی سي نیوز" أن "قانون الطيران الدولي يمنح الحق لإيران في محاولة فك شفرات الصندوق الأسود للطائرة الأوکرانية".

وأضاف: "من أجل استخراج المعلومات وفك شفرات الصندوق الأسود نحتاج إلى الكثير من المعدات والأجهزة، وقد طلبنا ذلك منهم. هذه قضية إنسانية فلماذا لا تتعاون أميركا معنا؟ لماذا لم يزودونا بالبرامج ويقدموا لنا الخبرات اللازمة؟".