صحيفة أمريكية تنقل شهادات مهاجرين أفارقة تعرضوا لانتهاكات مروعة من قبل الحوثيين

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مهاجرين أفارقة قولهم، إن مليشيات الحوثي التي تسيطر على شمال اليمن تجبرهم بوحشية على الخروج من أراضيهم.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن المليشيا المدعومة من إيران، طردت آلاف المهاجرين من أراضيهم تحت تهديد السلاح خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وألقوا باللوم عليهم لنشر فيروس كورونا، وألقوا بهم في الصحراء بدون طعام أو ماء.

وبحسب الصحيفة، اقتحمت مليشيا الحوثية الليلة الماضية أحد الأماكن التي يتجمع بها المهاجرون الأفارقة، وأطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة على المهاجرين الإثيوبيين. وصاح المليشيات في وجههم: "خذوا كورونا وغادروا البلد أو واجهوا الموت".

ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، روايات بعض المهاجرين الذين يواجهون الموت مع أسرهم.

وتقول فاطمة محمد، إن رضيعها كان يصرخ وهي تمسك به وتركض خلف زوجها بينما كان الرصاص يتطاير فوق رؤوسهم.

قال كدير جيني، 30 عاما، وهو نادل إثيوبي فر أيضا من الغار، بالقرب من الحدود السعودية في شمال اليمن، صباح ذلك اليوم في أوائل أبريل / نيسان: "كان صوت الرصاص مثل الرعد الذي لن يتوقف". "يتم إطلاق النار على الرجال والنساء إلى جانبك، وترونهم يموتون ويتقدمون".

وقالت أفراح ناصر، باحثة يمنية: "كورونا ليست سوى مأساة واحدة داخل العديد من المآسي الأخرى التي يواجهها هؤلاء المهاجرون".

ووفقا لما ذكرته الأمم المتحدة، يأمل أكثر من 100 ألف إثيوبي وصومالي وغيرهم من مواطني شرق إفريقيا، في ركوب قوارب المهربين المكتظة عبر البحر الأحمر أو خليج عدن إلى اليمن كل عام، ويشقون طريقهم شمالا لدعم أسرهم في العمل كخادمات في المنازل، ورعاة للحيوانات أو كعمال في دول الخليج الغنية التي تعتمد اقتصاداتها على المهاجرين.

وتظهر استطلاعات الأمم المتحدة، أن معظم المهاجرين لا يعرفون شيئا عن الحرب في اليمن قبل وصولهم، لكن تبادل إطلاق النار والغارات الجوية للتحالف تجدهم على أي حال.

وقال محمد عبديكر مدير منطقة الشرق والقرن الإفريقي في المنظمة الدولية للهجرة "إن هذا النوع من وصم المهاجرين يهدد حياتهم"، مضيفا إن بعض المهاجرين تعرضوا للمضايقة بسبب محاولتهم للحصول على الماء أو الطعام ومنع آخرون من الحصول على الرعاية الطبية.

وقدر بعض المهاجرين الذين هربوا من من منطقة الغار نحو السعودية في 8 أبريل أن الحوثيين قتلوا وجرحوا 250 مهاجراً على الأقل في ذلك اليوم. وروى مهاجر آخر، علي محمد، 28 سنة، ملاحقته في مزرعة بالقرب من منطقة حيدان في صعدة الحدودية، إن 57 فقط من أصل 200 إثيوبي معه كانوا على قيد الحياة.

وطوال فصل الربيع، لم يفعل الحوثيون شيئًا يذكر للحد من الفيروس، نافين تقارير عن حدوث وفيات جماعية في أراضيهم. بدلاً من ذلك، يقول المسؤولون في المجال الإنساني ومسؤولو الأمن المحليون والسكان، إن الحوثيين استخدموها كذريعة لطرد المهاجرين، ومعظمهم من الإثيوبيين، ودفعهم نحو الحدود السعودية.