المهاجرون الأفارقة في اليمن.. قنابل موقوتة بأيادي الجماعات المتطرفة

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية استغلال معاناة المهاجرين الأفارقة في اليمن، إثر ما تمر به بلدانهم من حروب وانهيار اقتصادي، والزج بهم في معارك عبثية، وصناعتها منهم قنابل موقوتة ضد أمن واستقرار البلاد التي تعاني هي الأخرى من حرب أشعلتها في سبتمبر/ أيلول 2014م.

مصادر عسكرية أكدت لوكالة "خبر"، أن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، استغلت الأوضاع الاقتصادية للمهاجرين الأفارقة إلى اليمن، بينهم المقيمون والمهددون بالترحيل، وسعت وراء استقطابهم وتجنيد العشرات منهم.

ونجحت المليشيا في استجلاب العشرات منهم، وفق المصادر، حيث تدفع بهم نحو العديد من جبهات القتال بين الحين والآخر، بالتزامن مع الخسارة الفادحة والضربات الموجعة التي يتلقوها مؤخراً في معظم جبهات البلاد. فيما تقوم بسحبهم لاحقاً خشية تعرضهم للقتل أو الأسر، ما يجعلها عرضة للمساءلة قانونية دولية.

في السياق، أكدت في وقت سابق، مصادر عسكرية ميدانية أن مليشيا الحوثي استقطبت مقاتلين أفارقة في العام 2019م خصوصاً أولئك المهددين بالترحيل.

وقامت المليشيا باستقدام أفارقة من جنسيات صومالية وإثيوبية للقتال معها في جبهات الضالع خصوصاً جبهة الفاخر والمناطق المحيطة بها بمديرية قعطبة، في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي.

جاء ذلك بعد تحرير القوات المشتركة المسنودة من المقاومة الجنوبية لمدينة قعطبة والفاخر وأجزاء واسعة من محيطهما، شمال غربي الضالع، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

شهود عيان في مديرية السبرة، أكدوا -آنذاك- مشاهدة تعزيزات حوثية من أفارقة على متن أطقم حوثية دفعت بها عبر من معسكر "الحمزة" والكائن بمنطقة قاع الجامع بمديرية السبرة، جنوب شرق محافظة إب.

أفارقة على الحدود

وبحسب مصار إعلامية، نشرت صورة مراهق صومالي لقي مصرعه في سبتمبر/ أيلول 2016م، وهو يقاتل في صفوفها بجبهة الحدود اليمنية السعودية.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة نعت فيها الحوثيون فتى صومالياً يدعى "عبدالفتاح شيخ علي"، وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاح "الكلاشنكوف"، صورته مع شعارهم الذين اعتادوا على وضعه في صور صرعاهم، مع مكان وزمان القتل.

واستغلت المليشيا الحوثية الحالة الاقتصادية التي يعاني منها اللاجئون الأفارقة لاستقطابهم إلى جبهاتها حينا وآخر باستخدام الضغط والترهيب بالترحيل، فضلا من دفعها بهم في مناطق المواجهات لتجنديهم بأعمال استخباراتية معها.

انفلات أمني

وبينما وصف مراقبون محليون، تجنيد الأفارقة بـ"جريمة إنسانية"، شددوا على أهمية توثيق تنقلاتهم بين المحافظات المحررة وتلك الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بواسطة نظام آلي يحفظ لهم حقوقهم، وفي الوقت نفسه يتم العودة إليه حين التأكد من مشاركة أو قتل أو جرح عناصر من أوساطهم في جبهات الحوثيين.

وحذروا من عواقب ومآلات الانفلات الأمني والرقابي الحاصل في ظل ثبوت حالات عدة شاركت بالجبهات، فضلا عن القواسم المشتركة بين الجماعات المتطرفة وبعض الشباب الصومالي، ما يجعلهم عرضة للاستقطاب والتجنيد مع تنظيمات عدة.

وبقدر ما يتوجب الحفاظ على حقوقهم وآدميتهم كلاجئين، لا بد من أخذ حالة هجرتهم وفقرهم بعين الاعتبار، ما يمكن له أن يصنع منهم قنابل موقوتة بأيادي الجماعات الحوثية وكذلك المتطرفة.