صحيفة: انفجار "نطنز" يكشف أزمة أكبر في إيران تتعدى حدود المنشأة النووية

انفجار غامض في مستودع منشأة نووية في مدينة نطنز، خلف أضراراً كبيرة للنشاط النووي الإيراني، ولكن الضرر الحقيقي يكشف أزمة داخلية وخارجية تتصاعد في إيران، وفق صحيفة جيروزاليم بوست.

أسباب التفجير لا تزال تحتمل الترجيحات والفرضيات، والجميع يتسابق لتقديم الأدلة، صحيفة كويتية قالت إنه هجوم إلكتروني، بينما تقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن إسرائيل وراء هذا التفجير، فيما كانت الروايات الرسمية الإيرانية تتحدث عن حادث، ومن ثم قالت إنه انفجار غامض، ومن ثم وصفته بحادث أكثر خطورة.

الأزمة التي تواجهها إيران تحتاج من السلطات في طهران التفكير جيدا قبل تصريحاتها المقبلة، والتي يجب ألا تضلل فيها مفتشي ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن كان حادثا أو هجوما، فهذا الأمر سيجعلها تظهر بصورة غير كفؤة خاصة بعدما كانت قد أسقطت وقتلت العشرات في ضربة صاروخية أسقطت فيها طائرة مدنية مطلع العام الحالي.

ويشير تقرير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن قنبلة كانت وراء الهجوم الذي تسبب بانفجار منطقة تتعلق بأجهزة الطرد المركزي المتطورة، حيث كانت طهران قالت إنها سترفع عدد أجهزة الطرد المركزي في هذه المنشأة، وتم تزويدها بأجهزة من طراز "IR-6" والتي تعتمد على مادة سادس فلوريد اليورانيوم.

وتقول جيروزاليم بوست إن طهران تشعر بالقلق والإحراج من حادثة نطنز، وهو ما كان ظاهرا في تقارير وكالة إيسنا وفارس نيوز وتسنيم، التي تنشر تقارير عن الحادث ولكنها لا تشير بأصابع الاتهام إلى أحد.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الحادث يؤكد وجود فوضى داخلية سياسية تطفو على السطح، خاصة مع المشاكل الاقتصادية، والأزمات التي تعيشها البلاد من جهة، ومسألة طموحها النووي وأجهزة الطرد المركزي في هذه المنشأة من جهة ثانية.

وكانت السلطات الإيرانية أعلنت الخميس وقوع "حادث" في هذا المجمع النووي الذي يضم مصنعا مهما لتخصيب اليورانيوم، قبل أن تعود وتشير إلى أنها اكتشفت "بدقة أسباب الحادث" وأنها لن تكشف تلك الأسباب لدواع أمنية.

ومساء الأحد أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي أنه على المدى المتوسط، يمكن أن يبطئ هذا الحادث خطة تطوير وإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة، مشددا على أن أنشطة تخصيب اليورانيوم لم تتأثر من جراء الحادث.