تحليل: الإعدامات في إيران تكتب شهادة وفاة نظام خامنئي

من السجون، يتوقع تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست، أن ينشأ الجيل القادم من القادة المعارضين لنظام علي خامنئي.

ويشبه التحليل الذي أعده الباحث في معهد أميركان إنتربرايز، مايكل روبين، الإعدامات الأخيرة والتي من بينها إعدام المصارع، نافيد أفكاري، السبت الماضي، بأنه وكأن طهران توقع على شهادة وفاة للنظام.

الإيرانيون والمجتمع الدولي غاضبون، ليس من إعدام أفكاري فقط، إنما من سرعة التنفيذ وطريقته، وحرمانه من أبسط حقوقه كإنسان بتوديع عائلته، وهو ما يعكس "وحشية النظام" من جهة، ويعكس كيف يتعامل النظام مع أبناء الطبقة العاملة.

في إيران تعد رياضات كرة القدم والمصارعة الأكثر شيوعا في البلاد، ولكل منها رمزية معينة، فالأولى يفضلها المتعلمون وأبناء النخب والطبقة السياسية، والثانية تميل إليها الطبقة العاملة بطبيعة الحال.

النظام في طهران لطالما اتخذ من الإعدامات وسيلة لتصفية المعارضين، وأصبح العديد منهم مجرد رقم في إحصائيات مهولة تكشف أرقاما بالآلاف لم تم إعدامهم وتصفيتهم من قبل "فرق الموت" الذي يستخدم نظام عقوبات يكيفه بحسب ما يشاء.

ويشير التحليل إلى أن هذا الإعدام والذي طال أفكاري وبعض من شاركوا في الاحتجاجات، يخيف النظام من ولادة أبطال أو رموز يمكن أن يلتف حولهم الشباب ويتبعونهم، وهذا ما يعني أنه الجيل القادم من قادة المعارضة سيولدون من داخل السجون، وهو يرعب السلطات.

رحل أفكاري ومن معه، ولكنه من الأرجح أن يشكل حالة لدى الشباب الإيراني وشعورا أكبر بالحاجة إلى الإصلاح الداخلي، وبما سيمثل "مذكرة إعدام" للنظام الوحشي.

وكانت قد أدانت إيران المصارع أفكاري "بالقتل العمد" بزعم طعن مسؤول في الهيئة العامة للمياه في شيراز (جنوب) بسكين في 2 أغسطس 2018 وقتله.

وعلى غرار مدن إيرانية عديدة أخرى، كانت شيراز في ذلك اليوم مسرحا لتظاهرات مناهضة للسلطة احتجاجا على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وحظي أفكاري بدعم دولي، ودعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت سابق السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن تنفيذ الحكم.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل تناشد السلطات الإيرانية عدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المصارع الشاب، لا سيما بعد أن أفادت معلومات صحفية نشرت في الخارج أن إدانة أفكاري تمت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب.

وكان قد أعلن حسن يونسي، أحد المحامين الذين كانوا يدافعون عن المصارع الإيراني، الاثنين، أن 30 سجينا آخرين يواجهون مصيرا مماثلا لأفكاري.

وكتب، يونسي، في تغريدة حول المعارضين السياسيين المسجونين، أن "أكثر من 30 شخصا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم. نحن ننتظر لنرى ماذا سيفعلون"، من دون أن يعطي أية تفاصيل إضافية حول التهم الموجهة إليهم.