"تهديد عسكري غير مقبول".. واشنطن تحد نشاط أكبر مصنّع للرقاقات الإلكترونية في الصين

طالبت واشنطن الشركات الأميركية بطلب الإذن قبل بيعها تكنولوجياتها إلى شركة "سميك" الصينية العملاقة لصناعة الأجهزة شبه الموصولة، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، بعد أن عبرت الإدارة الأميركية عن وجود "تهديد غير مقبول" لاحتمال استخدامها في أغراض عسكرية، وفقا لما نقلته رويترز.

وأوردت الصحيفة أن وزارة التجارة "أبلغت شركات الرقاقات الحاسوبية الأميركية بوجوب أن تحصل على تراخيص قبل تصدير تكنولوجيات معيّنة إلى أكبر مصنّع للأجهزة شبه الموصولة في الصين".

وأفادت الصحيفة أن لدى إدارة الرئيس الأميركي, دونالد ترامب "مخاوف متزايدة حول اعتماد الصين على الشركات الخاصة للمضي قدما في تحقيق أهدافها العسكرية".

وتم الإعلان عن القواعد الجديدة, في رسالة وُجهت الجمعة, إلى القيّمين على القطاع، جاء فيها أن "الصادرات إلى الشركة الدولية لصناعة الأجهزة شبه الموصولة (سميك) أو الشركات التابعة لها يمكن أن تستخدم في أنشطة عسكرية صينية".

ولم تشأ وزارة التجارة الإدلاء بأي تعليق ردا على أسئلة وكالة فرانس برس.

وتعتمد بكين بشكل كبير على شركة "سميك" في إطار سعيها لتحقيق اكتفاء ذاتي على صعيد الأجهزة شبه الموصولة.

ويأتي التقرير في توقيت يؤكد فيه البيت الأبيض أنه لن يتراجع عن خطة لحظر تنزيل تيك توك، التطبيق الصيني لتشارك التسجيلات القصيرة والذي يلقى رواجا، وذلك على خلفية ما تعتبره الرئاسة الأميركية مخاوف تتهدد الأمن القومي للبلاد، وذلك عشية دخول الحظر حيز التنفيذ ما لم يصدر قرار قضائي ينقضه.

ومنذ سنوات تتصارع الصين والولايات المتحدة للهيمنة على قطاع التكنولوجيا.

ويقول محللون إن اعتماد الصين على مصادر خارجية للرقاقات الحاسوبية، بما فيها الصناعات الأميركية، يعيق تحقيق هذا الهدف.

وبرزت هذه المسألة في وقت سابق من العام بعد الحملة الأميركية على شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي"، التي تتخوف واشنطن أن تكون أداة بيد الاستخبارات الصينية للتجسس على الاتصالات العالمية، بالأخص مع انتشار نشاطات الشركة في توفير خدمات إنترنت الجيل الخامس "5G".

وفي مايو الماضي، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أنها تعتزم منع وصول هواوي لإمدادات الأجهزة الموصولة عالميا، وهو ما تعتبر الشركة الصينية أنه يهدد استمراريتها.