احتدام الخلاف بين فرنسا وتركيا بسبب القتال في ناجورنو قرة باغ

يريفان/باكو (رويترز) - تبادلت فرنسا وتركيا، الشريكتان في حلف شمال الأطلسي، الاتهامات يوم الأربعاء مع تصاعد التوترات الدولية بشأن القتال بين أذربيجان والقوات العرقية الأرمينية والتي تمثل أعنف اشتباكات منذ منتصف التسعينيات.

وفي اليوم الرابع من القتال، تبادلت أذربيجان وجيب ناجورنو قرة باغ الاتهامات بمواصلة القصف على طول خط التماس الذي يفصل بينهما في جنوب القوقاز المضطرب.

وقُتل العشرات وأصيب المئات في القتال منذ يوم الأحد الذي امتد إلى ما هو أبعد من حدود الجيب، مما ينذر بتحوله إلى حرب شاملة بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا السوفيتيتين السابقتين.

ويزيد القتال من المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، ومن احتمال استدراج القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا.

ويشعر بعض حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي بقلق متزايد من موقف أنقرة إزاء ناجورنو قرة باغ، وهي منطقة انفصالية داخل أذربيجان، الحليف الوثيق لتركيا، يديرها الأرمن لكن لا تعترف بها أي دولة كجمهورية مستقلة.

وردا على سؤال عما إذا كانت تركيا ستعرض الدعم العسكري إذا طلبت أذربيجان ذلك، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اليوم إن تركيا ستقوم ”بما هو ضروري“.

وفي وقت لاحق شكر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تركيا على دعمها لكنه قال إن بلاده لا تحتاج لمساعدة عسكرية. وقال إن القتال سيتوقف فورا بمجرد أن تغادر القوات الأرمينية ”أراضينا“.

وقال جاويش أوغلو إن التضامن الفرنسي مع أرمينيا يصل إلى حد دعم احتلال أرمينيا لأذربيجان.

ورد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تصريحات جاويش أوغلو أثناء زيارته لاتفيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وقال ماكرون ”لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من الرسائل ”المولعة بالحرب“ التي بعثت بها تركيا، و“التي تزيل أي عقبات أمام أذربيجان لغزو ناجورنو قرة باغ مجددا. ونحن لن نقبل هذا“.

وكانت باريس قد قالت إنها تريد من مجموعة مينسك، التي تقودها مع روسيا والولايات المتحدة وتلعب دور الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، بحث سبل وقف القتال. وسيناقش زعماء الاتحاد الأوروبي الصراع خلال قمة هذا الأسبوع، حسبما أفاد مصدر في الحكومة الألمانية.

كما نقل بيان لوزارة الخارجية الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله يوم الأربعاء إن موسكو على استعداد لاستضافة وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان لإجراء محادثات.

وقال إن روسيا ستواصل العمل مع الجانبين بشكل مستقل وإلى جانب ممثلين آخرين من مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للوساطة في الصراع.

كما ذكرت الخارجية الروسية أن محاربين سوريين وليبيين من جماعات مسلحة غير قانونية يجري إرسالهم إلى ناجورنو قرة باغ، داعية

الدول المنخرطة في القتال إلى منع استخدام ”الإرهابيين والمرتزقة الأجانب“ في الصراع.

وقال مصدران من المعارضة السورية لرويترز إن تركيا ترسل مقاتلين سوريين من المعارضة لدعم أذربيجان، وهو ما نفته تركيا وأذربيجان.

* تقارير جديدة عن الاشتباكات

دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى إنهاء القتال فورا حول ناجورنو قرة باغ الذي انفصل عن أذربيجان في التسعينات في حرب أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 30 ألفا وتشريد مئات الألوف.

وفي إطار اشتباكات يوم الأربعاء، قالت وسائل إعلام أرمينية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب عدد آخر في قصف على بلدة مارتاكيرت في ناجورنو قرة باغ.

وقال مكتب المدعي العام في أذربيجان يوم الأربعاء إن سبعة مدنيين آخرين أصيبوا نتيجة قصف مدينة ترتار المتاخمة لناجورنو قرة باغ.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن القوات الأرمينية حاولت استعادة الأرض التي خسرتها بشن هجمات مضادة في اتجاه ماداجيز، لكن قوات أذربيجان صدت الهجوم.

وقالت وزارة الدفاع في أرمينيا إن جيش أذربيجان قصف خط المواجهة بالكامل خلال الليل وتم إسقاط طائرتين تابعتين لأذربيجان. ولم يتسن التحقق من صحة هذا النبأ بشكل مستقل.

ونشر مركز المعلومات الموحد في أرمينيا، وهو منصة حكومية على الإنترنت، صورا اليوم الأربعاء لحطام ما قال إنه طائرة حربية من طراز سوخوي-25 أسقطتها طائرة مقاتلة تركية يوم الثلاثاء.

ونفت تركيا إسقاط الطائرة. واتهم أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يريفان بالكذب فيما يتعلق بهذا الحادث، قائلا إن طائرتين أرمينيتين من طراز سوخوي-25 اصطدمتا بجبل وانفجرتا.