أربيل تكشف تفاصيل الهجوم على المطار.. وبارزاني يهاتف الكاظمي بشأن الحشد الشعبي

اتهمت القوات الكردية الحشد الشعبي بالمسؤولية عن الصواريخ التي استهدفت، الأربعاء، مناطق قرب مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، في تطور خطير قد يرفع من درجة التوتر العالية أصلا في البلاد.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية إن المنفذين هم "مجموعة إرهابية"، لكن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان حمل، مساء الأربعاء، الحشد الشعبي المسؤولية عن استهداف القوات الأميركية في مطار أربيل بصواريخ أخطأت هدفها وسقطت على موقع مجاور تابع لمعارضين أكراد إيرانيين.

وقال البيان إنّ "ستّة صواريخ أطلقت من أطراف قرية شيخ أمير التابعة لمحافظة نينوى من قبل الحشد الشعبي واستهدفت قاعدة التحالف في مطار أربيل الدولي" حيث يتمركز جنود أميركيون.

وقال بيان لوزارة الداخلية الكردية إن الصواريخ وعددها ستة، انطلقت من "سيارة بيك آب في حدود برطلة بين قرى شيخ أمير وترجلة، وهي مناطق تقع ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي".

واللواء 30 هو قوة مشكلة من فصائل (حشد الشبك) التي تدين بالولاء لقوات بدر، والتي تعرض أحد زعمائها، وعد قدو، لعقوبات أميركية بتهم انتهاك حقوق الإنسان.

وقال بيان الداخلية إن "الفرق المختصة تواصل تحقيقاتها"، مؤكدا "نعلن استعدادنا التام لردع أي اعتداء".

ويقول الصحفي العراقي حميد الخيزران إن "ذكر اسم القوة التي تسيطر على المكان يعتبر اتهاما لها بالمسؤولية عن الحادث".

وتتكون المجموعة السكانية المعروفة بالشبك العراقيين من خليط من القوميات، وأغلبهم من الكرد، كما يدين أغلبهم بالمذهب الشيعي، وتعرضوا لمجازر إبان سيطرة داعش على مناطقهم في سهل نينوى.

وشكلت قوة الحشد الشعبي – فصائل الشبك – لكي تدير المسؤولية الأمنية في مناطقها، لكن الكثير يعتبرها أحد فروع منظمة بدر، التي ينتمي إليها بالإضافة إلى أغلبية من الشيعة العرب، فصائل تركمانية وكردية وسنية تدين كلها بالولاء لإيران.

وبحسب الخيزران فإن الهجوم هو "تطور خطر في توقيت حساس للغاية"، إذ يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر المرتبط بتزايد هجمات يعتقد أن الميليشيات تنفذها ضد مصالح أميركية في بغداد، تسبب آخرها بمقتل 7 نساء وأطفال بعد سقوط صاروخ على منزلهم.

وأدان رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الهجمات التي تعرضت لها أربيل، وقال إن الإقليم "سيقف بقوة" ضد أي محاولة لزعزعة استقراره.

وقال بارزاني في تغريدة إنه اتصل هاتفيا برئيس وزراء الحكومة الاتحادية مصطفى الكاظمي لحثه على "محاسبة الفاعلين".

ويقول الصحفي الكردي آراس حبيب لموقع "الحرة" إن الهجمات التي تعتبر معتادة في بغداد، تحمل خطورة أكثر بالنسبة للإقليم المعروف بأمنه النسبي، وكونه محطة للسياحة والنشاطات والمنظمات الدولية العاملة في العراق".

وبحسب حبيب، فإن "موقع الإقليم المتميز هذا قد يتضرر، وهذا ما لن تسمح به حكومة الإقليم التي تعاني اقتصاديا في هذه الفترة".

ويشير حبيب إلى تصاعد التوتر في العاصمة بسبب نشاطات الميليشيا بقوله "حرارة المطبخ في بغداد مرتفعة أصلا، ولا أحد يحتاج أن يدخل الكرد أيضا إلى الفرن".

وفيما تنفي الميليشيا علنا تورطها في هذه الهجمات، يكاد الجميع يجمع على وقوفهم وراءها.

والأربعاء، اتهم زعيم ميليشيا سرايا السلام (جيش المهدي) مقتدى الصدر فصائل لم يسمها بالمسؤولية عن القصف، ودعاها إلى التوقف، وألمح إلى أنهم من "المنشقين عنه"، في إشارة إلى "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" و"النجباء"، وكلهم متهمون بالاشتراك في الهجمات الأخيرة، كما أن زعيم ميليشيا النجباء، أكرم الكعبي، قال مؤخرا أن "أسلحة دقيقة دخلت الخدمة"، عقب بيان للعصائب أكد أن العمليات المسلحة "لن تتوقف".