"كنتم تحت قيادتي".. مقتدى الصدر يوجه رسالة لمطلقي الصواريخ في العراق

في أحدث هجوم من نوعه، وجه زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، انتقادات لاذعة للميليشيات عقب مقتل خمسة أطفال وامرأتين بسقوط صاروخ يرجح أن المليشيات أطلقته ضمن محاولة لاستهداف مطار بغداد.

وقال الصدر مخاطبا الميليشات: "لا تحولوا المقاومة إلى مقاولة"، مضيفا "لا تحولوا فوهات أسلحتكم إلى صدور شعبكم (..) ولا تعرضوا الشعب إلى القصف وتقتلوهم".

وسببت تغريدة الصدر هذه كثيرا من الإحراج لمؤيدي الميليشيا وممثليها السياسيين الذين حاولوا منذ سقوط الصاروخ على المنزل المدني، الاثنين، التلميح إلى أن مطلقيه "مجموعة تحاول تشويه سمعة الفصائل".

وقال الصحفي العراقي أحمد حسين إن حسابات تابعة للميليشيا على مواقع التواصل الاجتماعي حاولت التنصل من الهجوم.

ويضيف حسين "لكن كمية السخرية التي تلقتها هذه المنشورات تشير إلى أن حملة الميليشيات الإعلامية لم تكن ناجحة، وجاءت تغريدة الصدر لتلقي مزيدا من الإدانة على مطلقي الصاروخ".

وتأتي الهجمات ضمن سلسلة أعمال عدائية شبه يومية تتعرض لها السفارة الأميركية في بغداد ومطار بغداد وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين.

وأدت العمليات التي تتهم الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذها إلى دفع الولايات المتحدة ودول أخرى إلى التفكير بإغلاق سفاراتها في بغداد، بحسب مسؤولين عراقيين كان آخرهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي التقى الأربعاء بـ 25 ممثلا وسفيرا لدول عربية وأجنبية في العراق.

وأدى مقتل العائلة المدنية إلى موجة إدانات واسعة من أطراف عدة، بينها سياسيون عراقيون يعرفون بولائهم للميليشيا.

وخاطب الصدر، الذي يتزعم ميليشيا "سرايا السلام" التي اتهمت بقتل مدنيين منذ عام 2006، مطلقي الصاروخ بالقول: "لقد كنتم تحت قيادتي، فلا تشككوا بي".

وانبثق عن ميليشيا جيش المهدي التي أسسها الصدر عام 2004 عدة فصائل وميليشيات أبرزها عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، والنجباء وغيرها من الميليشيات التي انخرطت في الولاء لإيران، والتي دأب الصدر على مهاجمتها منذ انشقاقها عنه.

الصدر خاطب مقاتلي الميليشيا بقوله "كلي أمل بالكثير منكم ألا تطيعوا بعض الفصائل التي اكتويتم بنار عصيانها".

وقال حسين لموقع "الحرة" إن "هذا الهجوم غير مستغرب من الصدر"، مضيفا "لم ينس الصدر أبدا انشقاق الفصائل عنه، وهو يحاول استعادة مقاتليها منذ سنوات بعد أن تمكنت إيران من انتزاعهم من قيادته".

وقالت وزارة الداخلية العراقية، الثلاثاء، إنها توصلت إلى هوية مطلقي الصواريخ على المنزل المدني في الرضوانية.

ولم تكشف الوزارة عن هوية المطلقين، لكن بيانا لخلية الإعلام الأمني اتهم "العصابات المسلحة الخارجة عن القانون"، بالمسؤولية عن الحادث.