ترمب: بايدن مجرم ويمثل خطراً على الأمن القومي الأميركي

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرة أخرى شبهات، مفادها بأن رسائل موجودة على حاسوب محمول لهانتر نجل بايدن تكشف تورط نائب الرئيس السابق بعلاقات يعتقد أنها على صلة بالفساد في أوكرانيا.

وفي تجمع حاشد السبت الماضي، في ولاية ميشيغان، وصف دونالد ترمب، منافسه بايدن بأنه «مجرم» و«خطر على الأمن القومي»، وانضم حتى إلى حشد متحمس في هتافات «احبسوه».

ورأى ترمب أن الديمقراطيين يريدون «محو التاريخ الأميركي وإلغاء القيم الأميركية وتدمير أسلوب الحياة الأميركي».

وهاجم ترمب منتقديه من أعضاء حزبه الجمهوري واصفاً إياهم بـ«الأغبياء»، بينما دعاهم لتوحيد صفوفهم بعد تزايد انتقاداتهم له والتحذيرات من هزيمة موجعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني).

وجاءت تصريحات ترمب فيما توجه ومنافسه الديمقراطي جو بايدن أمس، لكسب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة في الأمتار الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية التي تظهر استطلاعات الرأي أنّ قطب العقارات الثري يواجه خطر خسارتها.

وفي حديثه إلى تجمع حاشد في ولاية نيفادا في غرب البلاد، تنقل ترمب من مهاجمة بايدن والتباهي بسياساته الاقتصادية، إلى نقاشات حول ضغط المياه في الحمامات، والحديث عن قميص ارتداه مفوض الاتحاد الوطني لكرة القدم. لكنه تحدث أيضاً عن تعليقات السيناتور الجمهوري بن ساس من نبراسكا (وسط)، الذي اتهم الرئيس بالتودد إلى الديكتاتوريين وإساءة معاملة النساء واستخدام البيت الأبيض كمشروع تجاري.

واعتبر ساس أنّ خسارة ترمب «مرجّحة» بمواجهة بايدن.

وحذّر مسؤولون جمهوريون آخرون من خسائر انتخابية في استطلاعات الرأي، ستشمل خسارة مقاعد في الكونغرس، بما في ذلك السيناتور تيد كروز، الذي حذّر على غرار ساس من «مذبحة» انتخابية للجمهوريين.

وحتى ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء ترمب في مجلس الشيوخ، قال الخميس إن الديمقراطيين لديهم «فرصة جيدة» للفوز في الانتخابات الرئاسية.

وقال ترمب في اجتماع حاشد في كارسون سيتي، عاصمة نيفادا: «لدينا بعض الأغبياء». وتابع: «لدينا هذا الرجل ساس كما تعلمون يريد الإدلاء بتصريح... على الجمهوريين أن يتحدوا معاً بشكل أفضل».

وسيقوم ترمب بجولة في عدة ولايات انطلاقاً الأحد من نيفادا إلى كاليفورنيا ثم إلى نيفادا مجدداً في يوم من التجمعات الانتخابية وفعاليات جمع التبرعات قبل أن يحط الاثنين في أريزونا.

وباعتباره شخصاً لا يرتاد الكنيسة عادة، حضر ترمب قداس الأحد في كنيسة إنجيلية في لاس فيغاس، لكنّه غادر قبل انتهائه.

وأدى المصلون صلاة من أجله، وعندما تم تمرير طبق لجمع التبرعات، رأى مصور ترمب يرمي حفنة أوراق نقدية من فئة 20 دولاراً.

أما بايدن، وهو كاثوليكي متدين، فحضر قداساً مع زوجته جيل في كنيستهما بالقرب من ويلمنغتون بولاية ديلاوير، قبل أن يتوجه لزيارة قبر ابنه بو، الذي توفي بسرطان الدماغ عام 2015.

ثم توجه بايدن، الذي اتبع نهجاً أكثر تحفظاً بسبب المخاوف المرتبطة بجائحة «كوفيد - 19». إلى ولاية كارولاينا الشمالية لحضور فعاليات في دورهام قبل عقد اجتماع عبر الإنترنت مع زعماء دينيين من أصول أفريقية.

في دورهام، سارع نائب الرئيس السابق الخطى إلى منصة في باحة لتوقيف سيارات حيث كان بانتظاره أشخاص في عشرات المركبات.

وخاطبهم بايدن قائلاً: «نختار الأمل على الخوف، والوحدة على الانقسام، والعلم على الخيال، ونعم نختار الحقيقة على الأكاذيب». وظل بايدن حريصاً على إبراز الاختلافات الصارخة بين حملته وحملة ترمب، مبقياً على كمامته طوال الوقت.

وستجرى المناظرة الثالثة والأخيرة المتلفزة بين الخصمين في ولاية تينيسي، مع طرح موضوعات من بينها «العنصرية في أميركا» و«التغير المناخي» و«محاربة كوفيد - 19» ما يضمن مواجهة محتدمة.

وهيمنت الفوضى على مناظرتهما الأولى في كليفلاند بولاية أوهايو، إذ قاطع كل منهما الآخر ووجها إهانات شخصية لبعضهما بعضاً.

وتم استبدال المناظرة الثانية بلقاءات مع الناخبين تم بثها على شبكتي تلفزيون منفصلتين، بعدما رفض ترمب إجراء المناظرة عبر الإنترنت جرّاء إصابته بـ«كوفيد - 19».

وإذا كان هناك شك بشأن تعافي الرئيس البالغ 74 عاماً من الفيروس، فإن جدول حملته المزدحم يناقض ذلك على ما يبدو.

ومع تأخر الرئيس في استطلاعات الرأي، قال محللون إنه يجب أن يركز عوضاً عن ذلك على الآفاق الاقتصادية لأميركا، والتي يعتبرها ترمب نقطة قوته.

وتوفي نحو 220 ألف أميركي جراء «كوفيد - 19». في أعلى حصيلة في العالم، وينتشر المرض الآن في العديد من الولايات بمعدلات غير مسبوقة منذ شهور.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الناخبين لا توافق على طريقة تعاطيه العشوائية مع الوباء، وهو ما استغله بايدن، وجعله موضوعاً أساسياً للنقاش، ووعد بتأمين ما يسميه قيادة أكثر رصانة للبلاد.

وقبل الفعاليات الانتخابية لترمب في نيفادا، قال بايدن إن منافسه الجمهوري «بحاجة إلى توضيح الأمور المرتبطة بتعامله الفاشل مع (كوفيد - 19)».

ورفض ترمب الاعتراف بأدائه الضعيف في استطلاعات الرأي، فيما أعرب أنصار بايدن أيضاً عن قلقهم حيال الإفراط في الثقة في الانتخابات التي قد تحسم بهامش فوز ضيق في ولاية واحدة مثل فلوريدا.

وهاجم الديمقراطيون ترمب الأحد ليس بسبب هجومه المتواصل على بايدن فحسب، لكن على حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، التي استهدفت بمخطط لخطفها من قبل جماعة مسلحة يمينية مدججة بالسلاح.

وقالت ويتمير في مقابلة على شبكة «إن بي سي» إنّ الرئيس «يحفز ويحرض على هذا النوع من الإرهاب الداخلي. إنه خطأ. يجب أن ينتهي. إنه أمر خطير».