كيف نشط جهاز الاستخبارات الحوثي في مخلاف "العود"؟ (تقرير)

رداً على موجة انتقادات شعبية واسعة لأبناء مخلاف "العود"، على حدود محافظتي إب والضالع (وسط اليمن)، ضد انتهاكات مليشيا الحوثي وممارساتها القمعية، وإجراءاتها التعسفية، نشطَّت الأخيرة عمل جهازها الاستخباراتي المسمى "الأمن الوقائي"، عبر عناصر زرعتها بين أوساطهم، أوكلت إليهم مهام افتعال فوضى وصراعات قبلية بين أبناء المنطقة.

مصادر قبلية وأخرى محلية، أكدت لوكالة "خبر"، أن جهاز الاستخبارات الحوثي المسمى "الأمن الوقائي" عاود نشاطه بشكل كبير في عدد من عُزل مخلاف "العود"، الذي يضم أكثر من 110 قرى متناثرة على طول الشريط الحدودي لمديريات "النادرة، دمت، وقعطبة".

وتقوم العناصر الاستخباراتية المزروعة بين أوساط المواطنين في "العود" بتنفيذ عمليات إطلاق نار على بعض المنازل والاعتداء على المزارع وممتلكات المواطنين والوشاية فيما بينهم، فضلاً عن رفع تقارير تضم تهماً كيدية، وجميعها ضد عناصر مناوئة للمليشيا وآخرين ممن غادروا أقاربهم مناطق المليشيا نحو المناطق المحررة، والتحقوا بالوحدات العسكرية والإعلامية والحقوقية المقارعة للطغيان الحوثي.

ووفقاً للمصادر، من بين المستهدفين شخصيات قبلية واجتماعية، عارضت مراراً، في وقت سابق، دعوات المليشيا للتجنيد من مناطقهم، وكذلك اختطافها عشرات الشباب وإخضاعهم لدورات مذهبية وطائفية عقائدية غالبا ما يعود معظمهم حاملا الفكر المتشدد والإرهابي، والبقية مخبرين.

وفي حين استهدفت المليشيا شريحة التربويين والمعلمين بتلك الدورات الطائفية، والشخصيات التي تطمح للوجاهة لاحساسها بنقص في الذات، وفي مقدمتهم الاشخاص غير الأسوياء وذوو السوابق، والاخيرون جنَّدتهم مخبرين لدى جهاز "الامن الوقائي"، سعت عبرهم إلى تكريس مفاهيم الولاء لزعيم المليشيا وتبجيله، واعتباره مرجعية في تسيير شؤون حياتهم بدلا عن النظام والقانون الجمهوري، معتبرة أي معارضة منهم تجاه ذلك، خيانة وطنية وتخابراً مع من تسميها "دول العدوان"، في إشارة إلى قوات التحالف العربي، بحسب المصادر القبلية.

شخصيات اجتماعية من المناطق المستهدفة -طلبت عدم ذكر اسمها- أكدت لوكالة "خبر"، أن قيادات حوثية تنحدر من مناطق "المسقاة بمديرية السدة، الدوير بمديرية النادرة، شليل وبيت النهام وبيت الوجيه بمديرية قعطبة، والاحرم ودمت القديمة بمديرية دمت"، تشرف على عمليات الفوضى والصراعات بين المواطنين، وتحت قيادة مباشرة من "آل سفيان، آل الشامي"، ومن ثم تُكلِّف أحد مشرفيها للقيام بدور الوسيط وإيجاد حلول "بصورة قبلية"، الهدف من ذلك بدرجة أساسية إلصاق التهمة ضد مناوئيها وابتزازهم لاحقا على اعتبار انهم من ذوي السوابق.

وأشارت إلى أن المواطنين يتعرضون لابتزاز وفرص جبايات مالية ضخمة من تلك القيادات الحوثية بمزاعم "اجرة المشرف الحوثي ومرافقيه وبدل البترول للطقم التابع له"، في حين تقوم عناصرها الاستخباراتية بالصاق تهم تنفيذ تلك الجرائم ضد أبرياء من مناوئي المليشيا وتوثيقها ضدهم واستخدامها وسيلة ضغط وابتزاز مستقبلي، حيث سُجلت عشرات الحالات المشابهة في عُزل "الاعشور، الوحج، الشرنمة العليا والسفلى، شعب المريسي، حدة، العارضة، الزمازمة، منقير، الفجرة، وكنّة".

ومنذ سقوط مخلاف "العود"، بشكل تام بيد مليشيا الحوثي في مارس 2019م، اختطفت المليشيا العشرات من أبناء قرى ذات المخلاف بينهم 25 شخصاً دفعة واحدة من عزلة الاعشور، قرابة 14 شخصا من عزلة كنّة، وأكثر من 20 معلما من عُزلتي "منقير، وشعب المريسي"، ونفس الرقم من عُزل "الوحج، والشرنمة العليا والسفلى"ونقلت جميعهم إلى مديرية دمت على مراحل متفرقة، اختارت من بينهم من وجدتهم أكثر تماشياً مع مشروعها ونقلتهم إلى صنعاء لإخضاعهم لدورات خاصة، بينما عادت بالبقية إلى قراهم واستدعاهم لدورات أخرى لاحقاً متى ما أرادت معظمهم ممن جندتهم استخباراتيا في مناطقهم.

ووضعت مليشيا الحوثي، مخلاف "العود" في مرمى أهدافها الاستخباراتية إثر ما تشهده حدوده الجنوبية والجنوبية غربية في قطاع "مريس، والفاخر"، وكذلك جيهات "بتار، الجب، والمشاريح"، شمال غربي الضالع، من مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة مسنودة من المقاومة الجنوبية من جهة، ومليشيا الحوثي من جهة ثانية.