ثورة الطلاب في مناطق المليشيات.. وسلاحهم الأغاني

في صنعاء، هناك، حيث الطغيان السلالي، والكهنوت الظلامي، ومنع كل شيء يمتُّ للجمهورية ولليماني الأصيل، حيث يكتم الحوثي نفس العلم والثقافة ويحاكم الشباب المتوفز بجمهوريتهم ظهرت ثورة بنوعية مختلفة تجتبي أثر الجمهورية واليمن الأصيل في حفلات التخرج التي حاولت -وأظن فعلت- المليشيات منعها.

من صنعاء إلى إب وبينهما ذمار

بداية من صنعاء ولم تنته الثورية الحديثة، بل في ذمار وفي إب وفي كل المدن المحتلة من المليشيات الحوثية كانت صيحات اليمن أكبر من الكهف.

من الدفعة العشرين في كلية اللغات جامعة صنعاء بدأت تلك النوعية المميزة من باقات الرفض والصد للوجود الحوثي بأغنية يا مارداً في هامة التاريخ التي ترتبط ذهنياً بالجيش اليمني، وهي رسالة من طلاب اليمن إلى الكهف الدموي ألا مكان لكم هنا، وأنه ليس بيننا من سيعبد الوثن مرة أخرى، في إشارة إلى ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي تخلصت منهم..

كانت أغنية حفل تخرج الدفعة، العشرين، في كلية اللغات صافرة بداية للعمل النضالي من داخل عمق المليشيا، وأصبحت أغاني الوطن الشهيرة عنوان كل تخرج وتحتفي كل الوسائل الإعلامية الشرعية بالأغاني تلك وبالطلاب مما دفع مليشيات الحوثي إلى منع حفلات التخرج تحت ذريعة الاختلاط بين الشباب والشابات

في إب، أيضاً، كانت للدفعة السادسة عشرة هندسة معمارية لها صوتها الباذخ وقد عبرت عن ذلك بأغنية التخرج عن الصوت الشهير آمال عرفة وهي "دمت للتاريخ محرابا مهابا" فهم كل الطلاب يرددون بأن العرب يزهو باليمن وبنسبه إليه في ظل محاولة الحوثي طمس هوية اليمن العربية لصالح الفارسية.

وفي ذمار، بشكل مختلف، ينشدها هذه المرة الدكتور هشام النعمان بقامته الطويلة، له طول الجبال، وسحنة التبابعة، يطلق كلماته كما الرصاص ويمضي يمنة ويسرة في المنصة ويقول "اليمن بلادنا" والكل يحفظ هذه الترنيمة، هو بالأصل يقول:
اليمن ليست بلادا للسلالة الخبيثة بل بلاد اليمني
وليست مرتعا للغزو الفارسي الآتي من العصور السحيقة بنار المجوسي.

كان الدكتور النعمان يقسم اليمين، والأشمخ في ذمار ان كل الحضور من الجماهير وقفوا طيلة معزوفته وقسمه وهم يقسمون معه، وبعد ما حدث في ذمار حدث وأن المليشيات الحوثية منعت إقامة حفلات التخرج في صنعاء المحتلة.

لكن الطليعة الطلابية كانت أقوى وكللت عشرات الأغاني التي تختم مسيرتهم العلمية بلمسة الجمهورية وظهرت قبل أيام دفعة من كلية الهندسة تغني الأغنية الأكثر التصاقا بالجيل اليماني وبجمهوريته وعن صنعاء، صنعاء حسبك يابنة الحسب، الله الله أكبر وعلى الأكف علامة النصر

ومن الأغاني بنادق

جهد طلابي يعيد إلى فم اليمني، وإلى عقله، سنوات من المجد والشموخ، فالطلاب هم أس كل ثورة وأساس كل جمهورية، وها هو يتحفنا الوقت أن نسمع ونرى ونعايش الذي قرأناه بالكتب حقيقة في مدن اليمن المحتلة، فالبطولة ليست، كما يقال، بميدان القتال فقط فلربما البطولة من وسط صنعاء تولد كأغنية ثورية تهين، وتهدم غرور الكهوف.
دمت للتاريخ، وسيدوم. الله أكبر ملء ساحتها، وسوف نفوز.

صنعاء حسبك، وهي العربية الأم والبنية. ويا بلادي اقسمنا اليمينا، واليماني لا يحنث بيمينه. ثيمة وقيمة تدع الصخر يبكي وهو يستلهم بلده اليمن
ووطنه المخطوف من السلالة.

#عبدالسلام_القيسي