أوباما يدعو حكومات وشعوب الشرق الأوسط إلى استئصال سرطان "داعش"

أعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما، الاربعاء، في كلمة ألقاها من ادغارتاون في ماساتشوسيتس، حيث يمضي إجازته مع أسرته ـ عن تعازيه لعائلة الصحفي الأميركي الذي خطف في سوريا في نهاية 2012.

ودعا الرئيس الاميركي الحكومات والشعوب في الشرق الأوسط إلى العمل معًا لاستئصال هذا السرطان لكي لا يتفشى، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" التي سيطرت على مناطق واسعة من سوريا والعراق وأعلنت الخلافة الإسلامية.

وتبحث الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون في الرد المناسب على تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بعد نشر فيديو قطع رأس الصحفي الاميركي جيمس فولي، والاعلان عن فشل عملية سابقة لإنقاذ رهائن من أيدي التنظيم المتشدد في سوريا.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الخميس، إلى تحرك دولي واسع لمواجهة هذا التطرف.

واعتبر أنه إذا لم يتوحد العالم لمواجهة هذه المجموعة "ستكون هناك صور أخرى مخيفة أيضا"، مؤكدا على اقتراحه عقد مؤتمر دولي "ضد الدولة الاسلامية وخصوصا من أجل أمن العراق".

وبالرغم من تهديد التنظيم بقتل رهينة أميركي ثانٍ، ظهر ايضا في الفيديو، قال أوباما: "عندما يستهدف أميركيون في مكان ما نقوم بكل ما في وسعنا لإحقاق العدالة".

وبعد تصريح أوباما، أقر البنتاغون والبيت الابيض بفشل عملية عسكرية نفذت خلال الصيف لإنقاذ الرهائن الأميركيين في سوريا.

ولم يحدد البيت الابيض والبنتاغون هويات الرهائن الذين كانت العملية تستهدف إطلاق سراحهم ولا عددهم.

وقالت ليزا موناكو كبيرة مستشاري الرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب "في وقت سابق خلال هذا الصيف أعطى الرئيس باراك أوباما موافقته على عملية ترمي الى انقاذ مواطنين أميركيين مختطفين ومحتجزين رغماً عنهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا".

لكن العملية فشلت "لأن الرهائن لم يكونوا موجودين" في المكان الذي حددته الاستخبارات الاميركية.

وهي المرة الاولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن عملية عسكرية من هذا النوع داخل سوريا منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في مارس 2011.

وأعلن الجيش الاميركي عن شن 14 غارة جوية ضد أهداف لـ"الدولة الاسلامية" خلال الـ24 ساعة التي تلت نشر الفيديو. كما صرح البنتاغون عن نيته إرسال 300 جندي إضافي إلى العراق، حيث ينتشر أصلا 850 جنديا ومستشارا عسكريا بعد أكثر من عامين ونصف العام على انسحاب القوات الاميركية.

واعتبر أوباما أن هذا التنظيم "لا مكان له في القرن الحادي والعشرين"، وهو "لا يتحدث باسم أي ديانة.. ليس هناك ديانة تقول بذبح الابرياء.. إن عقيدتهم فارغة".

ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الاربعاء، اغتيال فولي بانه "جريمة رهيبة".

ويبدأ تسجيل الفيديو الذي يحمل عنوان "رسالة إلى أمريكا" بعرض لاعلان الرئيس أوباما أنه أجاز توجيه ضربات جوية إلى تنظيم الدولة الاسلامية ثم يظهر مقطع لاحدى هذه الغارات تليه رسالة من الصحافي مدتها دقيقتان تقريبا، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكينا ويرتدي لباسا أسود اللون يتحدث الانجيزية بلهجة بريطانية. وتعتقد الاستخبارات الاميركية أن الفيديو غير مفبرك.

من جهتها عقدت الحكومة البريطانية اجتماعا عاجلا لاطلاق تحقيق حول مقتل فولي، خصوصا ان قاتله كان يتحدث الانكليزية بلهجة بريطانية.

وقال رئيس الحكومة ديفيد كاميرون للصحافيين: "لم نحدد بعد هوية الشخص المسؤول عن هذا العمل، ولكن يرجح أكثر فأكثر أنه مواطن بريطاني".

وأثار الفيديو ردود فعل غاضبة من المجتمع الدولي، إذ بدأت الدول الغربية وغيرها بالتحرك بحثا عن وسيلة لمواجهة التنظيم المتطرف.

ودان الاتحاد الاوروبي، الخميس، هذا النوع من الارهاب الذي مارسه التنظيم المتطرف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاوروبية سيباستيان برابان: إن هذا التصرف الوحشي مثل غيره من انتهاكات حقوق الانسان التي يمارسها تنظيم الدولة الاسلامية يتنافى مع معايير الحقوق المعروفة عالمياً.

واضاف البيان: "هذا النوع من الارهاب يشكل أحد أخطر التهديدات للسلام والامن العالمي".

وتابع أن "الاتحاد الاوروبي مصمم أكثر من أي وقت مضى على دعم الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وانتهاكات حقوق الانسان وإعادة وحدة وسيادة وسلامة أراضي العراق وسوريا".

وأعربت كل من برلين وروما عن استعدادهما إرسال السلاح إلى القوات الكردية التي تقاتل المتطرفين في شمال العراق كما تفعل كل من واشنطن وروسيا.

ومن جهته قال زير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف: إن إيران ستقبل بـ"القيام بشيء ما" في العراق لمحاربة لدولة الاسلامية لقاء تقدم في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى.

وكانت فرنسا العضو في مجموعة 5 زائد 1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) التي تتفاوض مع طهران، أعربت، الاربعاء، عن الامل في تحرك كل دول الشرق الاوسط، وكذلك ايران للتصدي للتنظيم المتطرف.

الى ذلك اعتبر سوسيلو بامبانغ يودويونو رئيس اندونيسيا أكبر بلد مسلم في العالم لجهة عدد السكان (225 مليون نسمة)، أن الممارسات العنيفة لمسلحي الدولة الاسلامية تشكل "إهانة" للمسلمين.

ودان رئيس الانتربول رونالد نوبل قتل فولي وطالب بتحرك دولي لمواجهة التهديد الذي يشكله الاسلاميون المتطرفون. وأشار إلى أن احتمال تورط بريطاني في الجريمة يؤكد مرة أخرى على ضرورة صدور رد جماعي على التهديد الارهابي للمقاتلين المتطرفين متعددي الجنسيات في الشرق الاوسط.

*ترجمة عن "دايلي تليجراف وواشنطن بوست"