بعد أزمة الغواصات.. فرنسا وأستراليا تكشفان مصير "اتفاقية التجارة الحرة"

أفاد مسؤولون فرنسيون وأستراليون، الاثنين، أن غضب فرنسا بسبب إلغاء عقد الغواصات بين البلدين لن يعرقل المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة بين كانبرا والاتحاد الأوروبي.

وسحبت فرنسا سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا بعد الإعلان عن تحالف جديد يضم الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا سوف يعمل على تصنيع أسطول أسترالي من ثماني غواصات على الأقل تعمل بالطاقة النووية.

وألغت الصفقة عقدا بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (66 مليار دولار أميركي) لشركة نافال غروب الفرنسية، وهي مجموعة مملوك أغلبها للدولة، لبناء 12 غواصة تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء لأستراليا. وكان من المقرر إنفاق هذه الأموال على مدى 35 عاما.

ونفى السفير الفرنسي لدى أستراليا، جان بيير تيبول، تقارير إعلامية تفيد بأن فرنسا ضغطت على الاتحاد الأوروبي لعدم التوقيع على اتفاق التجارة مع أستراليا، وهو قيد التفاوض منذ 2018.

وجهات نظر

وقال تيبول، في حديث إلى هيئة البث الأسترالية: "في هذه المرحلة، المفاوضات مستمرة وهناك مصلحة كبيرة لأستراليا أن يكون لها اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي"، معتبرا أن مثل هذا الاتفاق "بمقدوره تقديم قدر كبير من الفوائد لأستراليا".

من جانبه، أعلن وزير التجارة الأسترالي، دان تيهان، عزمه السفر إلى باريس خلال أسابيع، من أجل عقد مفاوضات تجارية والتعرف على وجهات نظر قرينه الفرنسي، فرانك ريستر.

وأضاف تيهان: "ثمة تفاهم قوي منذ زيارتي الأخيرة إلى أوروبا لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية أن هذا يخدم المصالح المتبادلة لكل من أستراليا وأوروبا"، مشددا على أنه لا يرى سببا لعدم استمرار المناقشات.

ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مع نظيره الأميركي في الأيام المقبلة، في أول تواصل بينهما منذ اشتعال الأزمة الدبلوماسية.

في سياق متصل، توجه رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إلى الولايات المتحدة الاثنين، من أجل لقاء بايدن وقادة كل من الهند واليابان الذين يشكلون المنتدى الأمني الرباعي.

وقبيل مغادرته سيدني، صرح موريسون بأن الأمر يتعلق "بضمان وضع مصالح أستراليا السيادية في المقام الأول للتأكد من أن الاستراليين هنا يمكنهم العيش في سلام مع الآخرين الكثيرين في منطقتنا لأن هذا ما نريده كدولة مسالمة وحرة".

تهدئة الأجواء

وقال تقرير لـ"بلومبيرغ" إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يسعى إلى تهدئة الأجواء مع فرنسا.

ونقل التقرير عن جونسون قوله للصحفيين وهو في طريقه إلى نيويورك "نحن فخورون جدا بعلاقتنا بفرنسا، حبنا لفرنسا لا ينضب".

وأضاف التقرير نقلا عن جونسون إن بريطانيا وفرنسا تعملان في عمليات عسكرية مشتركة في مالي ودول البلطيق كما تتشاركان في برنامج محاكاة للتجارب النووية.