الخمينية وحزب الله والحوثي

رغم الروابط الايديولوجية والطائفية المتينة بينها تختلف الخمينية في ايران عن حزب الله في لبنان ويختلف هؤلاء عن الحوثيين في اليمن.

أسست الخمينية لدولة رجال الدين في ايران. وأعادت صياغة مؤسشات الدولة والجيش والمخابرات لتكون أجهزة الولي الفقيه لا أجهزة الدولة. تهدف الخمينية داخليا إلى ترسيخ دولة رجال الدين العميقة داخل المؤسسات الشكلية لدولة 'الجمهورية"، وخارجيا إلى فرض سيطرة الاقلية المذهبية على الأغلبية.

بالمقابل لا يسعى حزب الله لتأسيس دولة رجل الدين في لبنان بل إلى تأسيس دولة "الطائفة المتغلبة". ولتأسيس دولة الطائفة على انقاض دولة الطوائف لا بد من تأسيس "دولة الحزب" وحكم لبنان عبر "السيد" بدلا من الرئيس. ودولة الحزب لا تعترف بمفهوم السيادة الوطنية وتدين بالولاء المباشر للولي الفقيه الإيراني في أول عمالة علنية وسافرة في تاريخ الشعوب.

أما الحوثية فليست حركة طائفية كما يظن الاغلبية، بل هي حركة سلالية/عنصرية. وهي لا تهدف إلى نشر وعي طائفي أو مذهب معين بقدر ما تهدف إلى نشر كل الأفكار التي تدعم سيطرة سلالة آل البيت على السلطة والثروة والدين. لهذا جاءت افكارها خليطا من الاثناعشرية والزيدية والسلفية والاخوانية. وهي تعمل بتكتيك عابر للمذاهب استطاع نشر التشيع داخل البيئات السنة والصوفية في اليمن انطلاقا من تقديس كل تلك المذاهب لآل البيت.

خلف هذه الاختلافات تتشابه الظواهر الثلاث في التالي:

جميعها معادية للمجتمع لأنها ترى نفسها فوق المجتمع وليس جزءا منه. وجميعها معادية للدولة لأن مفهوم الدولة الحديثة مفهوم مناقض لمذهبيتها وطائفيتها وسلاليتها وعنصرياتها الضيقة. لهذا لجأت جميعها إلى تأسيس دولة داخل الدولة أو دولتين متوازيتين. دولة شكلية بلا صلاحيات ودولة خفية بميزانية سرية وجيش طائفي ومؤسسات خفية وايديولوجيا مراوغة لا تعلن إلا في المجالس الخاصة ودورات التثقيف السرية.

وكلها تجليات لصعود الإسلام السياسي الشيعي. إسلام ضد الدولة وضد المجتمع وضد الحياة نفسها لأن الهدف الأسمى له هو استعادة كربلاء موتا ودماء وسوادا.

*صفحة الكاتب على الفيسبوك