تماهي الأمم المتحدة ومكتب مبعوثها مع مليشيات الحوثي يحيل الهدنة إلى مكاسب حوثية صافية

يظل تماهي الأمم المتحدة وبعثاتها إلى اليمن كلمة السر وراء قدرة الحوثي على إطالة أمد الحرب ومفاقمة معاناة اليمنيين خدمة لأجندة إقليمية ودولية مشبوهة يقدم فيها ملايين اليمنيين قرابين لتحقيقها.

محطات ومواقف عدة تثبت انحياز وتموضع الأمم المتحدة وكبار موظفيها وخاصة المبعوثين الأمميين وموظفي مكتب البعثة الأممية إلى اليمن إلى جانب المليشيات الحوثية، ابتداءً من التنصل من اتفاق استكهولم وتعنتها عن وقف إطلاق النار في مارب برغم النداءات الدولية المتكررة، إلى ملف سرقة المساعدات الإنسانية، وملف الانتهاكات ضد المدنيين وتقييد الحقوق والحريات، واختطاف المعارضين والسياسيين ونهب ممتلكات المواطنين.

شواهد عدة تثبتها تقارير أممية معمدة بأدلة دامغة، غير أن التحرك الأممي ينحصر بين الشجب والتنديد ولا يرقى إلى قرارات دولية ومقاطعة للمليشيات وقياداتها والتي يتم استقبالها في أكثر من عاصمة أوروبية والتباحث معها، وهي الجماعة الفاشية العنصرية التي تجرع الملايين من الشعب الويلات.

آخر شواهد الانحياز الأممي الهدنة التي تم الإعلان عنها مطلع أبريل الماضي والتجديد لها لشهرين إضافيين تنتهي مطلع أغسطس، والتي تم بموجبها السماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة وإعادة تسيير الرحلات الجوية من مطار صنعاء إلى القاهرة وعمان، ووقف إطلاق النار، مقابل فك الحصار عن تعز.

لم تنفذ المليشيات الحوثية الالتزامات التي عليها من فك الحصار عن تعز، وراوغت وماطلت في تنفيذ هذا الأمر وبمساعدة أممية والتي دعت الجميع إلى مفاوضات لمناقشة فتح معابر في تعز، في تصرف غريب لا يستدعي عقد المفاوضات وهي التي
ضغطت باتجاه قبول جوازات المسافرين الصادرة عن الحوثي دون أي مفاوضات.
وبرغم انتهاء المفاوضات التي جمعت الوفد الحكومي مع ممثلين من مليشيات لحوثي لمدة ثلاثة أيام في الأردن دون أي اتفاق حول فك الحصار عن تعز وفتح المعابر، إلا أن الأمم المتحدة لم تدن التنصل الحوثي من التزاماته بموجب شروط الهدنة.

وتماهت الأمم المتحدة مع التعنت الحوثي وطار مبعوثها إلى صنعاء للقاء قيادة المليشيات، وظل لمدة يومين يتباحث مع مسؤولين حوثيين دون التوصل إلى نتيجة، بل وصل الأمر إلى خروج رئيس وفد الحوثيين إلى المفاوضات للتصريح أن جماعته ستفتح المقابر في تعز وليس المعابر.. في تأكيد على انحياز الجماعة الحوثية لصف العنف والخيار العسكري، وإفشال كل جهود السلام.

الوفد الحوثي، خلال جلسات المناقشات، رفض فتح الطرقات في تعز، وأصر على فتح طرق فرعية قال الوفد الحكومي إنها لا تخفف من معاناة خمسة ملايين يمني في المدينة.

وبدل من إدانة الجانب الحوثي قال المبعوث الأممي إنه وضع مقترحاً لإعادة فتح الطرقات بشكل تدريجي يتضمن آلية التنفيذ وضمان سلامة المسافرين اليمنيين، في سلوك مشابه للمبعوث السابق مارتن غريفيث إبان تطبيق بنود اتفاق استكهولم.

وكان الاتفاق حينها يقضي بتسليم جماعة الحوثي لمدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، غير أن غريفيث كان مشرفاً على مسرحية هزلية سلمت فيها الجماعة المدينة من مليشياتها المسلحة إلى أخرى تتبعها بلباس عسكري.

إضافة إلى البنود الخاصة بالحديدة فإن استكهولم كان يتضمن فك الحصار عن تعز، غير أن هذا البند لم يتم حتى مناقشته أو التفاوض بشأنه، ليتم ترحيله لخلفه هانس غروندبيرغ، ليستكمل مهمة التماهي مع المليشيات في قتل الملفات التي تخص المدنيين بما يخدم المليشيات الحوثية.