ما يحدث في قبيلة همدان عن قرب

في البداية من الضرورة والواجب أن يعلم المجتمع الدولي والرأي العام الإقليمي والعالمي بتوسع خطر إرهاب مليشيات الحوثي الإيرانية في الجمهورية اليمنية الذي أصبح أكثر وضوحاً منذ اللحظة التي احتلت فيها العاصمة صنعاء، حيث مارست مليشات الحوثي أبشع الجرائم من قتل ونهب وسلب واقتحام واعتداء وتدمير، وعلى من ينتقد ويواجه هذه الممارسات الإجرامية أن يستعد لتقبل تهمة كونه “متعاونا ومناصرا لداعش”، حسب توصيف عصابات الحوثي الإرهابية لخصومهم السياسيين وجميع من لا يوافقهم مشروعهم التدميري لليمن، ولنا أن نرى عدد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها تلك المليشيات الإرهابية والتي حدثت فقط أثناء ما تسمى الهدنة خلال الفترة الماضية.

فجرائم مليشيا الحوثي لم تطل فقط القبيلة اليمنية ومنها قبيلة همدان، فقد طالت جرائم الحوثيين الإرهابية مؤسسات حكومية مدنية وعسكرية ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية، ومساجد ومنازل سكنية ومؤسسات طبية وتعليمية ومقار حزبية وغيرها الكثير لا يتسع الوقت لسردها بالتفصيل.

وقبائل همدان المعروفون بانتمائهم للجمهورية والثورة والوحدة ومقارعتهم للمشاريع الإمامية منذ الأزل نرى اليوم يتم استهدافهم من قبل مليشيا الكهنوتيين بصنعاء واقصاؤهم والتنكيل بهم وينعتون كل من يخالف مشروع ولاية الفقيه الإيرانية "بالدواعش" لا سيما منطقة وادعة همدان لانهم لا يدفعون بأبنائهم للجبهات ومحارق الموت الحوثية..

وتعددت الصور البشعة والأكثر دموية للجرائم والانتهاكات الحوثية بحق همدان أرضا وإنسانا، كما هي في بقية المناطق الخاضعة لاحتلال المليشيات الحوثية الإيرانية.

حيث وصل الاستهداف الممنهج على همدان الأرض والانسان إلى حد الممارسات اللا إنسانية القائمة على شعار الإمامة الكهنوتي الأزلي الذي تفرض على المواطنين تحت سيطرتهم وهو الفقر والجوع والمرض حيث عمدت هذه المليشيا على ممارسة سياسة التجويع والافقار وسلب ونهب املاك وحقوق المواطنين ومنعهم حتى من تعميق ابارهم الارتوازية التي هي املاك خاصة في معظمها.

ولا يسمح للمزارعين من أبناء همدان وأيضا في المناطق الأخرى من العمل على  تعميق الآبار التي معظمها أملاك شخصية الا بعد ان يخلسوا ظهره جزى وجبايات ومعاملة سنة كاملة ولجان تلو اللجان تخرج تتخطط فوق الرعوي الهمداني ولا يمنحوزه الترخيص الا بعد مشقة وغرامة خمسة ستة ملايين وبعد ان تموت مزروعاته.. وهذا الممارسات العنصرية من هذه المليشيات بسبب ان ابناء همدان كانوا وما زالوا وسيظلون صفا واحد صلبا وحجرة عثرة امام مشاريع الموت والتدمير الحوثية.

بعكس القبائل الاخرى المحاددة لهمدان والموالية لهم كأرحب وبني حشيش، لا يطلبون منهم ترخيص ويحفرون ابارا بكل اريحية ومدعومين وشركاء للاولياء بالسلطة!!

وها هي الحملة الامنية واطقم السلطة المطلقة المتفرعنة تعربد منذ ايام بقرية العرة بوادعة همدان، وتلاحقهم وتعتقلهم وتزج بهم بالسجون، لانهم رفضوا تسليم ارضهم "المخلابة" مساحة الف وخمسمائة لبنة لمؤسسة الشهيد التى قامت بتسويرها بقوة وجبروت السلطة، وقام اهالي العرة بمقاضاتهم وصدر حكم قضائي لصالحهم من محكمة همدان.

وقاموا قبل ايام بهدم السور، كما فعل اخوة لهم من قبل هم سكان مدينة الحمدي بصنعاء والذين قاموا بهدم الاسوار الاسمنتية من جزر المدينة التى بنتها الاوقاف ليلا، ولم يتم ملاحقتهم ولاسجن احد منهم!!
فلماذا تستخدم سلطة الاولياء بصنعاء سياسة العصا الغليظة مع همدان وقرية العرة؟
لماذا استضعاف همدان والتنكيل بهم؟!

ارفعوا خطاطكم وعساكركم (عبيدكم) عن قرية العرة بهمدان فالأرض ارضهم والبلاد بلادهم وليسوا مجرمين ولا قطاع طرق حتى تزجوا بهم بالسجون..

ومع اتساع جرائم وانتهاكات المليشيا الحوثية في اليمن عامة وفي قبيلة همدان على وجهه الخصوص، نجدد النداء الى المجتمع اليمني بكافة أطيافه ان يقفوا صفا واحدا في مواجهة مليشيات الحوثي الايرانية وادعوهم بان يحافظوا على ابنائهم من الانجرار الى محارق الموت الحوثية خدمة لمجرم مران وعبيد طهران.

كما أناشد مشايخ قبيلة همدان والوجهاء والاعيان والشخصيات الاجتماعية إلى استجلاب الدور التاريخي المشرف لقبيلة همدان في مناهضة الإمامة والكهنوتية ومقارعتها ودحرحها منذ ثورة 26 سبتمبر، فاليوم يتوجب على كل أبناء القبيلة الأحرار والشرفاء ان يقوموا ويقفوا صفا واحداً في مواجهة الفكر الضال للمليشا الحوثية ومشروع ولاية الفقيه الايرانية في اليمن، ونحو استعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة المختطفة وتثبيت الأمن والاستقرار في جميع ربوع اليمن، فالتاريخ لم ولن يرحم أحدا، فالدور المعول عليهم في حماية والحفاظ على مكتسبات الجمهورية امر لا تهاون فيه..

*باحث أكاديمي، أحد أبناء قبيلة همدان