بعد تدشينها سوقاً سوداء.. وزارة التربية الحوثية تقيل مدير مدرسة طالب بتوفير الكتاب المدرسي

كشفت مصادر تربوية، الثلاثاء، عن إقالة مدير مدرسة في مينة إب عاصمة المحافظة (وسط اليمن)، كنوع من العقاب على مطالبته قبل أيام توفير الكتاب المدرسي لطلبة المدارس كما كانت عليه الأوضاع سابقا.

وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، أقالت مدير مدرسة كمران بمديرية الظهار، الأستاذ عبدالجبار الليث، بعد ايام من اطلاقه مناشدة، لوزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي "شقيق زعيم المليشيا"، بتوفير الكتاب المدرسي لطلبة المدارس كما كانت عليه الاوضاع سابقاً.

في السياق، نفذ طلاب المدرسة وقفة احتجاجية على قرار الاقالة الذي اعتبروه استهدافا مباشرا له، بينما وصف أولياء الامور هذا القرار "بالهمجي"، مشيرين إلى ان حملة الاقالات التي طالت عددا من مديري المدارس والمسؤولين في الإدارات التربوية والمدرسية بمختلف مديريات المحافظة تعد تدميرا ممنهجا للعملية التعليمية.

وقفة احتجاجية على قرار الاقالة
وقفة احتجاجية على قرار الاقالة

 

وبحسب تربويين، تتخذ المليشيا مختلف الطرق لاغراق ابناء المحافظة في الجهل، ليتيسر لها استقطابهم إلى دوراتها الطائفية والزج بهم في جبهات القتال بعد ان فشلت مرارا في التحشيد من اوساطهم، فضلا عن أهمية سيطرتها الفكرية على المحافظة التي تمتاز بموقع جغرافي حساس يربطها بمحافظات الضالع، البيضاء، ذمار، تعز والحديدة.

وبعد اعلان مليشيا الحوثي، مطلع اغسطس الجاري، رفع رسوم التسجيل الدراسية لطلبة المراحل الأساسية والثانوية من 250 ريالا إلى 8000 ريال، دشنت سوقا سوداء لبيع الكتاب المدرسي، في مطابع الكتاب المدرسي، إضافة إلى نقاط بيع أخرى موزعة في أحياء وشوارع صنعاء ضمن ممارستها لتأميم وخصخصة مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وذكرت مصادر محلية أن المليشيا الحوثية تبيع الكتاب المدرسي في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، في ظاهرة لم تشهدها البلاد منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م.

وحوّلت قطاع التعليم الى مؤسسة تجارية ربحية لصالحها، استكمالا لتأميم ما تبقى من مؤسسات الدولة، في مساع صريحة نحو تجهيل الاجيال في ظل عجز الآباء عن توفير احتياجاتهم الأساسية.