الحوثيون يحولون "المولد" إلى موسم للجبايات ونهب أموال المواطنين

حول الحوثيون مناسبة المولد النبوي الشريف -الذي يصادف ال12 من ربيع الأول من كل عام- إلى موسم لنهب موارد المواطنين في مناطق سيطرتهم بدعوى الاحتفال.

وقبيل ذكرى المولد النبوي تتحول المدن الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي إلى كرنفال أخضر بأموال الجياع، وبنهب منظّم لموارد الناس، وابتزازهم بدعوى احتفالات المولد النبوي.

وتستخدم مليشيا الحوثي المناسبات الدينية ومنها الاحتفال بالمولد النبوي غطاءً لفرض جبايات وإتاوات واسعة، كما تربطها بالاحتياجات الأساسية للمواطنين كالغاز المنزلي، حيث فرضت المليشيا على المواطنين بمناطق سيطرتها دفع مبالغ مالية لإحياء المناسبة الدينية.

ووزعت مليشيا الحوثي قسائم عليها معلومات وبيانات مفصلة عن المتبرع من المواطنين ليتم ربطها بمنح صاحب التبرع فرصة الحصول على حصته من مادة الغاز المنزلي.

وتعمدت مليشيات الحوثي رفع أسعار الغاز على المنازل والأحياء التي لم تقدم تبرعات لفعالياتها، في حين اعتمدت أسعارا سابقة على بعض الأحياء التي قدمت تبرعات.

وتعد المناسبات الدينية ومنها المولد النبوي مصدرا هاما للجبايات وموردا غزيرا لقيادات المليشيا التي باتت تتنافس في امتلاك العقارات ومختلف الاستثمارات.

ويرى مراقبون أفادوا وكالة "خبر"، أن الحوثيين يهدفون من خلال إحياء فعاليات كهذه، لربط مولد النبي بمشروعهم السياسي، باعتبار النبي محمد جد السلالة، وليس نبي الأمّة ومُبلِّغ الرسالة للبشرية أجمع.

وبحسب المراقبين، فإن ذكرى المولد باتت تشكّل هاجسا مقلقا لليمنيين، لما يحدث فيها من استغلال الحوثيين الجائر، وفرض إتاوات غير قانونية، يجد الجميع أنفسهم مُجبرين على دفعها بالقوة.

ولعل مليشيا الحوثي تريد إيصال رسائل من خلال احتفالها بمولد النبي منها تثبيت وتعزيز مشروعها بربط الحوثي بالنبي؛ لكي يسهل عليها جمع الناس في مختلف المحافظات وتحشيدهم للقتال، كما أنها تعمل على إيصال رسالة للمجتمع الدولي بأن لديهم مشروعية جماهيرية، وتعريف المجتمع الدولي مدى خضوع الناس لهم.

وما احتفال المليشيا بالمولد ويوم الغدير المزعوم إلا تمهيدية لإيصال الناس إلى الحسينيات والبكائيات وغيرها من المناسبات الطائفية.

وتفرض عناصر المليشيات الحوثية على الناس جميعا تعليق الشعارات، وصبغ المحلات والمنازل باللون الأخضر، كما يعاقبون مَن يخالف ذلك، وحولت ذكرى المولد النبوي إلى احتفالية سياسية.
ابتزاز الطلاب والتجار

ويعاني الطلاب في مختلف مدارس المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي من فرض رسوم عليهم لغرض المولد النبوي، كما تلزم المليشيا مديري المدارس بإضاءة مدارسهم وطلائها باللون الأخضر في خطوة تعسفية.

وأطلقت المليشيا العنان لمشرفيها وعناصرها بهدف الاستمرار في نهجها الابتزازي والتعسفي غير مراعية لظروف الناس المعيشية الصعبة لكون حروبهم التخريبية أكلت الأخضر واليابس وانتهجت المليشيات تغريم الناس ومضاعفة معاناتهم بعد أن جعلت المناسبات مجالا للنهب والسلب.

وأما التجار والعاملون في القطاع التجاري بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، فإن ذكرى المولد النبوي باتت موسما لفرض إتاوات مالية جديدة عليهم تحت مسمى المشاركة في الاحتفال.

وتلقى عاملون في القطاع التجاري في مناطق الحوثيين رسائل خطية تطالبهم بالاسهام في الفعالية المرتقبة بتخفيض الأسعار وتقديم مبالغ مالية ومواد غذائية ومشروبات للمشاركين في إحياء المناسبة الدينية.

كما فرضت مليشيا الحوثي على المحال التجارية تعليق يافطات قماشية وأخرى ضوئية "خضراء اللون" بامتداد واجهات محالهم التجارية والشوارع والأرصفة المقابلة لهم.

ومنذ العام 2014م، تحولت هذه المناسبة من مناسبة احتفائية مركزية روحانية في نفوس اليمنيين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إلى مظاهر نفاقية وأعباء مادية، وابتزاز التجار، وموسم سنوي للجبايات والاثراء لمشرفي الجماعة.