تايوان تتعهد منع الجيش الصيني من استخدام رقائقها المتطوّرة

تعهدت تايوان العمل عن كثب مع الولايات المتحدة وحلفاءها، لمنع الجيش الصيني من الحصول على أحدث التكنولوجيات عبر الرقائق المتطورة، فيما تكثف واشنطن جهودها لاحتواء بكين.

وقال سي سي تشين، نائب وزير الاقتصاد في تايوان، إن تايبيه، التي تُعتبر أبرز مصنّع لأشباه الموصلات في العالم، ستبقي تطوير الرقائق المتطوّرة على أراضيها، مع تبنّي تدابير لمنع الجيش الصيني من استخدامها، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وأقرّ بأن الاقتصاد التايواني لن يكون قادراً على الانفصال عن الصين، وهي أضخم شريك تجاري لتايبيه، مستدركاً أن بلاده ستنفذ ضوابط تصدير "صارمة جداً" لحرمان الجيش الصيني من التكنولوجيا المتقدّمة.

وأضاف: "في ما يتعلّق بالأمن القومي، سنتخذ تدابير لحماية أسرارنا التجارية، وتكنولوجياتنا الأساسية، ومواهبنا (لئلا تُسحب منا) بطريقة غير مشروعة".

وأشار تشين إلى أن تايوان فتحت تحقيقاً مع شركة "Alchip Technologies"، بزعم تزويدها شركة "Phytium Information Technology Co" الصينية برقائق متطوّرة لحواسيب عملاقة، وحظرت تصدير الرقائق إلى الشركة التي أفاد محللون بارتباطها بالجيش الصيني. وتابع: "بمجرد أن نجد ثغرة، نسدّها".

الجيش الصيني

صحيفة "واشنطن بوست" أوردت في أبريل 2021، أن "Phytium، التابعة لقسم أبحاث التسلّح في الجيش الصيني، اعتمدت على Alchip في تصميمات معيّنة". وأضافت أن الشركة التايوانية تعاملت أيضاً مع "شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات"، من أجل الإنتاج نيابة عن "Phytium".

وأدرجت الولايات المتحدة شركة "Phytium" على لائحتها السوداء، ممّا دفع "Alchip" إلى إعلان تجميد الشحنات إليها، بحسب "بلومبرغ".

وتعتزم هيئات منظمة أيضاً تغريم شركة "فوكسكون تكنولوجي جروب" (Foxconn Technology Group)، المصنّعة لأجهزة "آيفون"، لامتناعها عن الإبلاغ عن استحواذ ذراع الشركة المدرجة في بورصة شنجهاي، على حصة في أضخم شركة لتصنيع الرقائق في الصين، وهي "Tsinghua Unigroup" المدعومة من الدولة.

وتأتي تعليقات تشين فيما تُعدّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض قيود جديدة على صادرات الرقائق إلى الصين. هذه الإجراءات ستضفي طابعاً رسمياً على ضوابط التصدير على التكنولوجيا التي تتيح تصنيع أشباه الموصلات المتقدّمة، وتقييد الوصول إلى الرقائق المستخدمة في الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.

تقليص الاعتماد على تايوان

وفيما تسعى الولايات المتحدة إلى تقييد الوصول إلى التكنولوجيا المتطوّرة، مع تعزيز قدراتها الإنتاجية المحلية، اضطُرت تايوان وكوريا الجنوبية واليابان، وهي حليفة لواشنطن، إلى إيجاد وسيلة للتعامل مع مصالح تجارية وأمنية غير متوافقة بشكل متزايد، بحسب "بلومبرغ".

لا يزال موقع تايوان بوصفها رائدة في إنتاج أشباه الموصلات، هشّاً. وثمة مخاوف متزايدة في الولايات المتحدة بشأن اعتمادها على إنتاج الرقائق في تايوان، فيما تكثف الصين تهديداتها العسكرية للجزيرة، إذ تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر.

وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، الأسبوع الماضي، إن بلادها تعتزم تقليص اعتمادها على تايوان في صناعة أشباه الموصلات خلال العقد المقبل، مع تطبيق "قانون الرقائق" الذي يكلّف 50 مليار دولار.

تشيّد "شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات"، وشركة "سامسونج" الكورية الجنوبية، وشركة "إنتل" الأميركية، مصانع جديدة في الولايات المتحدة، التي تجهد لزيادة إنتاج الرقائق على أراضيها.