انتفاضة ديسمبر ... فعل ثوري مستمر ضد حوثنة وملشنة الدولة والمجتمع

وقف الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ومعه الأحرار في المؤتمر الشعبي العام سدا منيعا أمام المساعي الحوثية المتسارعة لملشنة الدولة ومؤسساتها والمجتمع بشكل عام، ما أثار غضب الحوثية ودفع بالأوضاع إلى انتفاضة مسلحة ضد المليشيات الكنهوتية المدعومة من إيران.
 
منذ دخولها صنعاء عملت المليشيات على إعادة اليمن الى عهد الامامة من خلال عدت خطوات أبرزها تغير مسميات المدراس والشوارع الرئيسة بهدف طمس رموز يمنية كبيرة لها دور كبير وبارز في القضاء على حقبة الامامة.
 
فنحو 12 ألف مدرسة حكومية في مناطق سيطرة المليشيات الكهنوتية تم تجريدها من اسماها الوطنية واستبدلها برموز حوثية مذهبية وامامية، لتكون هذه الخطوة بمثابة حرب على الذاكرة الوطنية والنضال الجمهوري الذي حملت مدارس اليمن مسميات ثوراته المجيدة وأسماء أبطاله الكبار
 
كما عمدت الميليشيات إلى تغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدارس والكليات واستبدالها بأسماء طائفية، وقيادات حوثية بالإضافة إلى إقامة الأنشطة والفعاليات الطائفية في المدارس والجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفرض الصرخة في الطوابير المدرسية، وتضمين المناهج سير قيادات الميليشيات ورموزها الطائفية وتزييف الأحداث التاريخية بما يقدس من الامتداد الإمامي التاريخي ويسئ للحركة الوطنية.
 
كما أقدمت المليشيا على تغيير أسماء عدد من الشوارع والأحياء في مناطق سيطرتها ضمن مساعيها لطمس الهوية اليمنية وتنوعها الفكري والثقافي وإجراء عمليات استبدال واسعة لشوارع وأحياء عدة.
 
ولم تسلم المباني والمعالم التاريخية والأثرية القديمة كالجامع الكبير في إب وغيره من المعالم الأخرى والتي لاقت سخطاً واستنكاراً ورفضاً واسعاً من قبل الأهالي والسكان  والذي أبدو امتعاضهم الشديد من خطوات الميليشيات الأخيرة التي عدوها سعياً لطمس الهوية اليمنية.
 
كما أقدمت الميليشيا الحوثية على حوثنة الجوامع والخطاب الديني في القنوات الرسمية، وفي المساجد، فسخرت وزارة الأوقاف التابعة لها لتعميم الخطاب الحوثي وفرض الصرخة الحوثية داخل الجوامع، كما أقصت المليشيات الآلاف من خطباء الجوامع واستبدلتهم بآخرين من عناصرها والذين خضعوا لدورات طائفية ألزموا عقبها بالخطبة من مضامين ملازم الهالك حسين الحوثي.
 
واستخدمت المليشيات الاعلام الرسمي لبث خطب الارهابي عبدالملك الحوثي، والتي عادة ما يجبر المواطنون على سماعها سواء في المجالس، أو حتى في وحدات القطاع العام واعتبار ذلك جزء من الأداء الوظيفي للموظفين.
 
وفي الوظيفة العامة للدولة، سعت المليشيات إلى تصفية الكادر الوظيفي للدولة وتسريحهم، فتعمدت عدم صرف مرتباتهم، وتركيعهم وتجويعهم، وتعيين عناصرها مشرفين عليهم في الوزارات والمؤسسات، قبل أن تسرح الآلاف منهم وتفصلهم، وتقوم بتعيين عناصرها بدلا عنها، لتشمل عملية الحوثنة أكثر من خمسة آلاف وظيفة قيادية تم تعيين أفراد من السلالة على رأسها، وتوزيع البقية على الأعضاء المخلصين في الولاء لهم.
 
ملشنة الدولة يجري على قدم وساق في مناطق المليشيات الحوثية، غير أنه يسير بوتيرة أسرع منذ استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح، والذي كان ومعه كل الأحرار حجر عثرة في طريق المشروع الإمامي الكهنوتي في اليمن، وشوكة الميزان للحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهوية المجتمع.