أوكرانيا تقيل قائداً عسكرياً مع تقدم روسيا نحو مركز لوجستي استراتيجي
جنود أوكرانيون يطلقون النار من مركبة قتالية مشاة من طراز BRM-1K باتجاه القوات الروسية بالقرب من بلدة تشاسيف يار في منطقة دونيتسك بأوكرانيا. 17 أغسطس 2024 - Reuters
أقالت القيادة العسكرية الأوكرانية أولكسندر لوتسينكو، القائد المسؤول عن العمليات العسكرية في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، وعينت الجنرال أوليكساندر تارنافسكي خلفاً له، في وقت تواجه به الدفاعات الأوكرانية ضغوطاً متزايدة مع تقدم القوات الروسية نحو مركز لوجستي استراتيجي.
وأكد مسؤول أوكراني، لصحيفة "فايننشيال تايمز"، إقالة لوتسينكو، فيما أكد مسؤول بهيئة الأركان العامة الأوكرانية لـ"رويترز" تعيين تارنافسكي (54 عاماً) خلفاً له في دونيتسك.
وعجزت القوات الأوكرانية، تحت قيادة لوتسينكو، عن وقف "الهجوم الروسي الواسع الذي تمكن من السيطرة على مساحة تقارب نصف حجم العاصمة البريطانية لندن خلال نوفمبر فقط".
ومع ذلك، قال مسؤول للصحيفة الأميركية إن "لوتسينكو، سيُمنح منصباً آخر في القوات البرية".
اتهام بالفشل
وانتقد مدونون عسكريون أوكرانيون وبعض المشرعين لوتسينكو، لفشله في وقف تقدم القوات الروسية نحو مدينة بوكروفسك الأوكرانية ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتأتي المعارك حول بوكروفسك، وهي مركز لوجستي رئيسي للجيش الأوكراني والمدنيين في منطقة دونيتسك الشرقية، في مرحلة حرجة من الحرب.
وصرّح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، الجمعة، من مركز قيادة قريب من مدينة بوكروفسك، بأن المعارك مستمرة بشدة ضد الجيش الروسي الذي يتمتع بـ"تفوق خصوصاً في القوة البشرية".
وقال سيرسكي إن "المعارك صعبة للغاية، فالروس يدفعون بكل القوات المتاحة، محاولين اختراق دفاعات قواتنا".
وذكرت مجموعة "ديب ستيت"، وهي مجموعة أوكرانية تتابع تطورات الحرب وتُعتبر قريبة من وزارة الدفاع، أن القوات الأوكرانية، التي تدافع عن 4 قرى جنوب مدينة بوكروفسك، تواجه خطر التطويق، حيث تهاجمها القوات الروسية "من جميع الجهات".
تعليق العمليات
من ناحية أخرى، أعلنت شركة "ميت إنفست"، أكبر شركة منتجة للصلب في أوكرانيا، عن تعليق عملياتها في المنجم الوحيد الذي ينتج فحم الكوك في البلاد، بعد أن اقتربت القوات الروسية لمسافة كيلومترين من الموقع القريب من مدينة بوكروفسك، وفقاً لمذكرة داخلية للشركة.
ويُعد هذا المنجم مسؤولاً عن إنتاج حوالي نصف إجمالي استخراج الفحم في أوكرانيا لشركة "ميت إنفست"، وهو مصدر لفحم الكوك اللازم في صناعة الصلب.
وأوضحت الشركة أنها "قامت بإجلاء الموظفين الأساسيين وعائلاتهم من الموقع".
وحققت القوات الروسية في الآونة الأخيرة تقدماً هو الأسرع منذ عام 2022، وتركز جهودها حالياً على مدينة بوكروفسك، بالإضافة إلى بلدتي كوراكوفي وفليكا نوفوسيلكا جنوباً.
وتقع هذه المنطقة بالقرب من 3 طرق سريعة رئيسية تربطها بمنطقة دنيبروبتروفسك ومدينة دنيبرو، التي تُعد محورية لعمليات الجيش الأوكراني عبر معظم الجبهة الممتدة لمسافة ألف كيلومتر.
وفي ظل الوضع الحرج الذي يواجهه الجيش الأوكراني على الجبهة الشرقية، حذر الجنرال ألكسندر سيرسكي من أنه قد يضطر قريباً إلى اتخاذ "قرارات غير تقليدية لتعزيز الاستقرار الدفاعي وتدمير المحتلين بشكل أكثر فاعلية".
ولم يوضح سيرسكي ماهية القرارات، لكنه معروف بمخاطراته لتعطيل خطط العدو، وتغيير مسار المعارك، كما فعل في العملية المثيرة للجدل بمنطقة كورسك الروسية في أغسطس والهجوم المضاد الناجح في خاركيف عام 2022.
أكبر تحد لأوكرانيا
ويرى محللون أن "أكبر تحد تواجهه أوكرانيا هو نقص الأفراد العسكريين، حيث يُقتل أو يُصاب جنودها ذوو الخبرة، بينما تعثرت جهود التعبئة العامة إلى حد كبير، ويبلغ متوسط أعمار الجنود الأوكرانيين نحو 45 عاماً، مع انضمام العديد من المجندين الجدد وهم في حالة بدنية سيئة.
ويفوق عدد القوات الروسية نظيرتها الأوكرانية بشكل كبير، وأكد قادة في منطقة دونيتسك لصحيفة "فايننشيال تايمز" أن جنودهم يُواجهون أحياناً تفوقاً عددياً يصل إلى 8 مقابل 1.
وحثت الولايات المتحدة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على خفض سن التجنيد العسكري من 25 إلى 18 عاماً لمعالجة النقص الحاد في القوى البشرية، الذي أضعف الموقف الأوكراني على أرض المعركة، وأسهم في المكاسب الواسعة التي تحققها روسيا، لكن زيلينسكي رفض هذا الاقتراح بقوة، وألقى باللوم على التأخير في تسليم الأسلحة الغربية.
وقال زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان الشهر الماضي: "يجب ألا تكون هناك أي تكهنات.. دولتنا لا تخطط لخفض سن التعبئة".