غزة... ما هي النقاط الرئيسية بمسودة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن؟
طفل فلسطيني ينظر من منزل عائلته الذي تضرر في الهجمات الإسرائيلية السابقة، وسط الصراع المسنمر بين إسرائيل وحماس، في خان يونس، بجنوب قطاع غزة، 7 يناير 2025.© رويترز
تلوح في أفق غزة مؤشرات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، وفق ما أعلنته أطراف فاعلة في المحادثات الجارية في قطر. ونشرت وكالة رويترز، نقلا عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية، النقاط الرئيسية في هذا المقترح، الذي وصل إلى "مراحله النهائية".
كل المؤشرات تشير اليوم إلى اقتراب الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من التوصل لاتفاق هدنة في غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء إن المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وصلت إلى "مراحلها النهائية".
وقال الأنصاري خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: "نعتقد أننا في المراحل النهائية... بالتأكيد نحن على أمل بأن هذا سيؤدي إلى اتفاق قريبا جدا"، محذرا من أنه "حتى يتم الإعلان... لا ينبغي لنا أن نبالغ في التفاؤل حيال ما يجري الآن".
وأشار الأنصاري إلى أنه "خلال الأشهر الماضية، كانت هناك قضايا أساسية ومسائل رئيسية بين الطرفين لم يتم حلها. تمّت تسوية هذه القضايا خلال المحادثات في الأسابيع القليلة الماضية، وبالتالي وصلنا إلى نقطة تم فيها معالجة القضايا الرئيسية التي كانت تعيق التوصل إلى اتفاق".
وعبرت حماس، التي تحدثت بدورها عن وصول المحادثات إلى مراحلها النهائية، عن أملها في أن "تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل".
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين أن إسرائيل وحماس "على وشك" إبرام اتفاق هدنة في غزة، وذلك بعيد إعلان مستشاره للأمن القومي جايك ساليفان عن موقف مماثل.
وفي خطاب ألقاه في وزارة الخارجية حول سجله الدبلوماسي، قال بايدن "نحن على وشك أن نرى اقتراحا طرحتُه بالتفصيل قبل أشهر عدة يؤتي ثماره أخيرا، قبل أن يضيف أن إدارته تعمل "بشكل عاجل على إبرام هذا الاتفاق".
وأرسلت قطر مسودة اتفاق إلى إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في خطوة مهمة تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.
ويأتي هذا التقدم في المحادثات بين إسرائيل وحماس قبل أسبوع واحد فقط من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية في مسودة الاتفاق، وفقا لتصريحات أدلى بها مسؤول إسرائيلي وآخر فلسطيني لصحافيين.
الإفراج عن الرهائن
في المرحلة الأولى، سيُطلق سراح 33 رهينة منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى.
وتعتقد إسرائيل أن معظم الرهائن على قيد الحياة، لكنها لم تتلق أي تأكيد رسمي من حماس.
المرحلة الأولى من مقترح وقف إطلاق النار
تستمر المرحلة الأولى 60 يوما، وإذا سارت على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
وفي مقابل الرهائن، ستفرج إسرائيل عن أكثر من ألف أسير ومعتقل فلسطيني بما يشمل من يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة لإدانتهم بإسقاط قتلى في هجمات.
لن يتم إطلاق سراح مقاتلي حماس الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
انسحاب على مراحل
سيكون انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل مع بقائها قرب الحدود للدفاع عن المدن والبلدات الإسرائيلية الواقعة هناك. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك ترتيبات أمنية فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوب قطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من الاتفاق.
السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك. كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم في وسط غزة.يبدأ تشغيل معبر رفح بين مصر وغزة تدريجيا والسماح بخروج الحالات المرضية والإنسانية من القطاع لتلقي العلاج.المساعدات
ستزداد كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، حيث حذرت هيئات دولية منها الأمم المتحدة من أن السكان يواجهون أزمة إنسانية خانقة.
وتسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع، لكن هناك خلافات على الكمية المسموح بدخولها وتلك التي تصل إلى المحتاجين، مع تزايد عمليات النهب من جانب العصابات.
حكم قطاع غزة أكثر القضايا غموضا
واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، ويبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدي إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد.
وترفض إسرائيل أن يكون لحماس أي دور في حكم غزة، كما اعترضت على مشاركة السلطة الفلسطينية التي أُنشئت بموجب اتفاقات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود، وتمارس سيادة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وتقول إسرائيل منذ بداية حملتها في غزة إنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع حتى بعد انتهاء القتال.
ويرى المجتمع الدولي أن غزة يجب أن يحكمها فلسطينيون، لكن الجهود التي بُذلت لإيجاد بدائل للفصائل الرئيسية من بين أفراد المجتمع المدني أو قادة العشائر لم تؤت ثمارها إلى حد بعيد.
ومع ذلك، جرت مناقشات بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة لتشكيل إدارة مؤقتة تدير غزة إلى أن يتسنى للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها تولي المسؤولية.