"القمر الدموي" يخطف الأنظار في خسوف قمري كلي نادر

شهد العالم في الساعات الأولى من صباح الجمعة ظاهرة فلكية نادرة ومذهلة، حيث أبهر "القمر الدموي" الأحمر مراقبي النجوم خلال خسوف قمري كلي. وكانت هذه الظاهرة مرئية في الأمريكتين والمحيطين الهادئ والأطلسي، بالإضافة إلى أجزاء من أوروبا الغربية وإفريقيا.

حدث الخسوف عندما اصطفت الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم، مما تسبب في أن تلقي الأرض بظل هائل على القمر. ومع ذلك، لم يحجب ظل الأرض القمر تمامًا، بل تحول لونه إلى الأحمر بسبب انعكاس ضوء الشمس المار عبر الغلاف الجوي للأرض.

ووفقًا لدانييل براون، عالم الفلك في جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية، فإن الضوء الأحمر الذي يصل إلى القمر أثناء الخسوف يشبه الألوان التي نراها خلال شروق الشمس أو غروبها. وأضاف أن كمية السحب والغبار في الغلاف الجوي للأرض تؤثر على درجة احمرار القمر.

استمر الخسوف الكلي، الذي يُطلق عليه أيضًا "قمر الدودة الدموي"، لأكثر من ساعة، بينما استمرت الظاهرة بأكملها حوالي ست ساعات. وسُمي الحدث بهذا الاسم نسبة إلى تسمية بعض قبائل الأمريكيين الأصليين لأقمار مارس الكاملة.

رؤية الخسوف حول العالم

في أمريكا الشمالية، بدأ الخسوف الجزئي في الساعة 1:09 صباحًا بالتوقيت الشرقي (05:09 بتوقيت غرينتش)، بينما استمرت مرحلة الكلية من الساعة 2:26 صباحًا حتى 3:31 صباحًا. أما في فرنسا، فقد كانت الكلية مرئية من الساعة 7:26 صباحًا حتى 8:31 صباحًا بالتوقيت المحلي (06:26-07:31 بتوقيت غرينتش).

ولم تتمكن سوى المناطق الغربية من أوروبا، مثل بريتاني الفرنسية، من رؤية الكلية قبل غروب القمر. وفي نيوزيلندا، كان الخسوف مرئيًا جزئيًا فقط مع شروق القمر.

تفسيرات ثقافية وتاريخية

على الرغم من أن مصطلح "القمر الدموي" يحمل دلالات سلبية لدى البعض، إلا أن براون أشار إلى أن بعض الثقافات، مثل بعض المجتمعات الإفريقية، كانت ترى في الخسوف القمري فرصة لحل النزاعات وتعزيز التعاون بين الناس. ووصف هذه القصة بأنها "مصدر إلهام لنا جميعًا".

ما ينتظر مراقبي النجوم

يُعد هذا الخسوف القمري الكلي الأول منذ عام 2022، ومن المقرر أن يشهد العالم خسوفًا آخر في سبتمبر المقبل. ومن المثير للاهتمام أن خسوف يوم الخميس كان عبارة عن "قمر صغير"، حيث كان القمر في أبعد نقطة له عن الأرض، مما جعله يبدو أصغر بنحو 7% من المعتاد.

وبالإضافة إلى ذلك، سيتمكن مراقبو النجوم من مشاهدة كسوف شمسي جزئي في 29 مارس، والذي سيكون مرئيًا في شرق كندا وأجزاء من أوروبا وشمال روسيا وشمال غرب إفريقيا. ويُنصح باستخدام نظارات خاصة أو أجهزة إسقاط لرؤية الكسوف الشمسي بأمان.

تُعد هذه الظواهر الفلكية فرصة نادرة لتذكيرنا بجمال الكون وتعقيداته، كما أنها تلهم العلماء والهواة على حد سواء لمواصلة استكشاف أسرار السماء.