تفاصيل جريمة اغتيال الطبيبة وفاء الباشا المخلافي في صنعاء
كشفت جريمة مقتل الطبيبة وفاء الباشا المخلافي في العاصمة المختطفة صنعاء الوجه الحقيقي للانفلات الأمني في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، رغم محاولات الأخيرة طمس معالمها وتضليل الرأي العام بروايات متناقضة.
وقال المحامي وضاح قطيش، اليوم السبت، إن المتهم الرئيس في جريمة قتل الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء هو عسكري في شرطة النجدة التابعة للحوثيين.
وأضاف قطيش، في منشور مقتضب على حسابه في "فيسبوك"، أن "المتهم الرئيس، المدعو عصام العقيدة، هو عسكري في النجدة وصاحب سوابق في التقطع والحرابة ونهب المواطنين، واتضح أنها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها مثل هذه الجرائم".
وطالب المحامي بسرعة إحالة المتهمين جميعًا إلى إدارة البحث الجنائي لاستكمال جمع الأدلة ورفع التقارير الفنية، وتصفح الهواتف، والتخاطب مع شركات الاتصالات لاستخراج المكالمات والرسائل، وجمع وتحليل البيانات، وإحالتهم إلى النيابة المختصة.
من جانبها، كشفت مصادر مقربة من أسرة الطبيبة وفاء الباشا المخلافي تفاصيل جديدة عن الجريمة، ووصفتها بأنها "جريمة تقطع وحرابة مكتملة الأركان"، مشيرة إلى أن الضحية كانت قد غادرت منزل شقيقتها في منطقة شملان عصر الخميس الماضي متوجهة إلى بيتها، وتوقفت في طريقها لاستلام حوالة مالية من أحد محال الصرافة.
وأضافت المصادر أن عصابة مسلحة تعقبت الطبيبة حتى حي النهضة، وحاولت اعتراض طريقها وإجبارها على التوقف، لكنها واصلت السير، فلاحقها المسلحون حتى وصلت إلى شارع وزارة الإعلام، حيث أطلقوا عليها النار فأردوها قتيلة داخل سيارتها.
وأوضحت المصادر أن الأسرة فقدت الاتصال بها بعد غروب الشمس، وبعد عمليات بحث متواصلة عُثر عليها جثة هامدة داخل مركبتها، في مشهد يعكس تفشي الجريمة وتهاوي المنظومة الأمنية في العاصمة الخاضعة لسيطرة المليشيا.
ورغم محاولات مليشيا الحوثي إخفاء الجريمة وتهديد من يتداول تفاصيلها، خرجت القضية إلى الرأي العام بعد يوم من ارتكابها على يد عناصر حوثية. غير أن المليشيا حاولت مجددًا، عبر بيان صادر عن ما يسمى "الإعلام الأمني" التابع لوزارة داخليتها، تزييف الواقع بالادعاء أن الجاني - من السكان - كان يحاول إنقاذ الضحية، في رواية وُصفت بأنها غير منطقية وخالية من أي تفاصيل حقيقية عن دوافع الجريمة.