نتنياهو وبولسونارو.. "ماركر" يكشف تشابهاً صادماً في المسار السياسي والخوف من المصير القضائي
كشف موقع "ماركر" العبري، في تقرير موسع نشره الأحد، عن مقاربة لافتة بين المسار السياسي والقضائي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبين التجربة التي مرّ بها الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، في ظل تشابه الضغوط القضائية ودعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكليهما.
ووفق التقرير، فإن نقطة الالتقاء المركزية بين نتنياهو وبولسونارو تتمثل في "الدفاع الشرس" الذي يبديه ترامب عنهما، وسعيه للتأثير في المؤسسات السياسية والقضائية في تل أبيب وبرازيليا بغرض إغلاق ملفيهما، ومن هذا السياق انطلقت المقارنة بين الرجلين.
ويعيد التقرير التذكير بالعلاقة الشخصية التي جمعت نتنياهو وبولسونارو، والتي تجلت بوضوح خلال زيارة نتنياهو التاريخية للبرازيل في ديسمبر 2018 لحضور حفل تنصيب بولسونارو رئيساً.
وآنذاك، تبادل الشخصان أوصافاً تعكس عمق التقارب، مستخدمين مراراً لفظ "أشقاء" لوصف العلاقة بين الشعبين والقيادتين، فيما عاد نتنياهو من الزيارة متوشحاً بـ"أرفع وسام تمنحه البرازيل لزعيم أجنبي".
وبعد أشهر قليلة، وتحديداً في أبريل 2019، زار بولسونارو إسرائيل معلناً أن العلاقات بين البلدين باتت بمثابة "خطوبة مكتملة المعنى"، موجهاً حديثه لنتنياهو بالقول: "شكراً لك يا أخي العزيز".
لكن هذه العلاقة التي اتسمت بالتقارب الحار لم تدم طويلاً. ففي صيف 2021 خسر نتنياهو منصبه واضطر لإخلاء مقر الإقامة الرسمي، فيما كان بولسونارو يخوض معاركه الانتخابية التي انتهت بهزيمته أمام لولا دا سيلفا في أكتوبر 2022. وعندما عاد نتنياهو إلى السلطة أواخر العام نفسه، لم يعد "الأخ البرازيلي" في الحكم.
وتجدد الحديث عن تلك العلاقة عندما تقدم بولسونارو في مارس 2024 بالتماس للمحكمة العليا في بلاده لاستعادة جواز سفره المصادر، مبرراً طلبه بأن نتنياهو دعاه للمشاركة في احتفالات يوم استقلال إسرائيل.
وكانت المحكمة قد سحبت جوازه على خلفية محاكمته بتهمة محاولة الانقلاب والطعن بنتائج الانتخابات. وقد بدأ بولسونارو الأسبوع الماضي قضاء عقوبة بالسجن لمدة 27 عاماً.
ويشير التقرير إلى أن الدعم القوي الذي تلقاه بولسونارو من ترامب لم يمنع سقوطه أمام منظومة العدالة في بلاده، وهو ما يضع نتنياهو – وفق الموقع – في دائرة القلق من تكرار السيناريو ذاته.
فعلى الرغم من استمرار نفوذه السياسي، لجأ محامو نتنياهو مؤخراً إلى تقديم طلب عفو رسمي للرئيس الإسرائيلي، في خطوة وصفها الموقع بأنها "انعكاس واضح لخشية نتنياهو من مصير شقيقه المفقود في أميركا اللاتينية".
ويخلص التقرير إلى أن تجربة بولسونارو تقدم درساً قاسياً حول سرعة الانتقال من موقع الحاكم الذي يمسك بمفاصل السلطة ويستند إلى قاعدة انتخابية، إلى موقع المتهم الذي يخضع لأحكام القضاء شأنه شأن أي مواطن آخر.
ويرى "ماركر" أن نتنياهو يدرك أن اللحظة السياسية الراهنة ـ في ظل وجود رئيس أمريكي يمكن التأثير عليه ـ قد تمثل نافذة مناسبة للسعي نحو "الصفقة المثالية" التي تضمن له العفو والبقاء في المشهد السياسي.
ويحذر الموقع من أن خطوة كهذه، إن تمت، قد تمثل ضربة قاصمة لمكانة المنظومة القضائية الإسرائيلية، وتكرّس هيمنة رئيس الوزراء على مؤسسات الدولة، بما يضعه في موقع "الحاكم المطلق" القادر على توجيه مخرجات الانتخابات المقبلة لصالحه.