تمثال يمني استثنائي يعود لـ2300 عام يعرض تاريخ حضارة قتبان أمام العالم
كشف الباحث والمهتم بآثار اليمن عبدالله محسن عن تمثال استثنائي ونادر يعود لحضارة قتبان، يُجسد شخصية نسائية بارزة من مدينة تمنع، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي ما يقارب 2300 عام.
وأوضح، في حسابه على موقع "فيسبوك"، أن التمثال، المصنوع من المرمر والمطعّم بعناصر برونزية، أشار إليه عدد من أبرز الباحثين في الآثار، بينهم كليفلاند ودي ميغريه.
وبحسب محسن، فإن القطعة غادرت اليمن قبل عام 1970 متجهة إلى فرنسا، قبل أن تنتقل إلى سويسرا، ثم عُرضت لاحقاً في معرض "باد لندن" الشهير بساحة بيركلي خلال الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر 2017.
ويعد المعرض، الذي انطلق عام 2007 على يد تاجر التحف الباريسي باتريك بيرين، امتداداً لمعرض "باد باريس" الذي تأسس عام 1998 في حديقة التويلري قرب متحف اللوفر.
وقدمت مؤسسة "فينيكس للفن القديم" وصفاً تفصيلياً للقطعة النادرة، مؤكدة أنها تُعدّ أكمل تمثال مرمري معروف من جنوب الجزيرة العربية، مع احتفاظه بشعر برونزي ومجوهرات ثمينة.
ويظهر التمثال امرأة ترتدي تاجاً وقلادة وأقراطاً وأساور بشكل أفعى، بينما تقف بقدميها الحافيتين على قاعدة صغيرة، مرتدية فستاناً طويلاً بأكمام قصيرة.
وتبرز ملامح الوجه بتفاصيل دقيقة، حيث تتميز العينان الكبيرتان بجفون محفورة بعناية ومرصعة بمادة داكنة يرجح أنها من البيتومين، إلى جانب حواجب رفيعة وأنف مستقيم وشفتين مضغوطتين، بينما الشعر البرونزي فمُصمم بإتقان، بتاج أمامي وضفيرة طويلة منحوتة في الخلف.
وتعكس وضعية الذراعين الممدودتين وهدوء النظرة هيئة "ملكة عابدة"، فيما يُظهر التباين بين دقة نحت الوجه وبساطة الجسم سمة بارزة لفنون اليمن القديم.
وتشير الأبحاث إلى أن أغلب هذه التماثيل، التي تتنوع بين تمثيلات ذكورية وأنثوية، كانت تُوضع قرب المقابر باعتبارها صوراً للمتوفين، وهو ما تؤكده النقوش المتكررة على قواعد العديد منها.
ويمثل ظهور هذا التمثال في معارض دولية مرموقة تجلياً جديداً لقيمة الإرث اليمني القديم، وتذكيراً بحجم الكنوز الفنية التي أنتجتها حضارات جنوب الجزيرة العربية عبر آلاف السنين.