لعنة الإمامة الزيدية النظرية التي تعيد إنتاج الخراب عبر القرون

مع كل جرح ينزف في جسد اليمن… 

ومع كل كارثة تضرب قرية أو مدينة، من المهرة حتى صعدة، 

لا بد أن نستحضر الحقيقة: 

أصل البلاء واحد، 

والجرح القديم ما يزال يُعاد فتحه في كل جولة.

ليست مصادفة أن تتشابه المآسي، 

وأن تتكرر الدوائر، 

وأن نجد خلف كل انهيار ظِلًّا واحدا… 

ظلّ الإمامة الزيدية 

التي تعود اليوم بوجهها الحوثي في صنعاء، 

حاملة نفس الفكرة، ونفس الوهم، 

ونفس الكهنوت 

الذي دمّر حياة اليمنيين منذ أن وطأت أقدام الغزاة أرضهم.

الإمامة الزيدية لم تكن يوما مشروع دولة، بل مشروع تفتيت.

مشروع يعيش على انقسام اليمن، 

ويزدهر في ضعف الناس، 

ويقوم على تمزيق المجتمع 

حتى لا تنهض لليمنيين راية تجمعهم أو دولة تحميهم. 

وكل كارثة عاشها اليمن:

من الحروب، إلى المجاعات، إلى الجبايات، إلى القهر

تجد جذورها في تلك النظرية التي جعلت الحكم حكرا لسلالة،

والقتل فتوى، وتمزيق البلاد جهاد، 

وإعاقة الدولة عبادة.

وما يفعله الحوثي اليوم ليس شذوذ ولا انحراف،

بل هو النسخة المكررة من ذلك التاريخ الأسود: 

نفس الاستعلاء، نفس الخطاب، نفس استباحة اليمنيين، 

نفس الحرب على المجتمع والدولة والهوية.

كل هدم لمدرسة اليوم… له أصل.

كل نهب لراتب… له أصل.

كل خطف، كل لغم، كل حصار، كل سجن… له أصل.

وذلك الأصل هو الإمامة الزيدية 

التي لم تجلب لليمن إلا الدمار، 

ولا للشعب إلا الألم، ولا للدولة إلا التعطيل.

ولذلك…

فإن معركة اليمنيين اليوم ليست معركة سياسية عابرة، 

ولا خلافا حول سلطة؛

إنها معركة على الحياة ذاتها، 

معركة على مستقبل يريدون خطفه وإعادته ألف سنة إلى الوراء.

إن إدراك هذه الحقيقة…

هو أول خطوات التحرر، 

وأول ركائز الوعي، 

وأول جدار في مواجهة مشروع لم يتوقف يوما عن محاولة ابتلاع اليمن.